وقول من قال : الشف : النقصان أيضا محتمل ، كأنه ينقص الشيء حتى يصيره شفافة . والشفوف : نحول الجسم ، يقال شفه المرض يشفه شفا . فأما الشفيف فلا يكون إلا برد ريح في ندوة قليلة ، فسمي شفيفا لتلك الندوة وإن قلت . ويقال لذلك الشفان أيضا ، قال :
[ ص: 170 ]
ألجاه شفان لها شفيف
والاستشفاف في الشراب : أن يستقصي ما في الإناء لا يسئر فيه شيئا ، كأن تلك البقية شفافة ، فإذا شربها الإنسان قيل اشتفها وتشافها . وفي حديث أم زرع : . وكل شيء استوعب شيئا فقد اشتفه . قال الشاعر : إن أكل لف ، وإن شرب اشتف
له عنق تلوي بما وصلت به ودفان يشتفان كل ظعان
الظعان : الحبل . يقول : جنباه عريضان ، فما يأخذان الظعان كله . وأما قول : الفرزدق
ويخلفن ما ظن الغيور المشفشف
فيقال : الرجل الشديد الغيرة . وهذا صحيح ، إلا أنه الذي شفته الغيرة حتى نحل جسمه .