[ ص: 171 ] ومن الباب : الشقاق ، وهو الخلاف ، وذلك إذا انصدعت الجماعة وتفرقت يقال : شقوا عصا المسلمين ، وقد انشقت عصا القوم بعد التئامها ، إذا تفرق أمرهم . ويقال لنصف الشيء الشق . ويقال أصاب فلانا شق ومشقة ، وذلك الأمر الشديد كأنه من شدته يشق الإنسان شقا . قال الله جل ثناؤه وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس . والشق أيضا : الناحية من الجبل . وفي الحديث : . والشق : الشقيق ، يقال هذا أخي وشقيقي وشق نفسي . والمعنى أنه مشبه بخشبة جعلت شقين . ويقولون في الغضبان : احتد فطارت منه شقة ، كأنه انشق من شدة الغضب . وكل هذه أمثال . وجدني في أهل غنيمة بشق
والشقة : مسير بعيد إلى أرض نطية . تقول : هذه شقة شاقة . قال الله سبحانه : ولكن بعدت عليهم الشقة . والشقة من الثياب ، معروفة . ويقال اشتق في الكلام في الخصومات يمينا وشمالا مع ترك القصد ، كأنه يكون مرة في هذا الشق ، ومرة في هذا . وفرس أشق ، إذا مال في أحد شقيه عند عدوه . والقياس في ذلك كله واحد .
والشقيقة : فرجة بين الرمال تنبت . قال أبوخيرة : الشقيقة : لين من غلظ الأرض ، يطول ما طال الحبل . وقال : هي أرض غليظة بين حبلين من الرمل . وقال الأصمعي أبو هشام الأعرابي : هي ما بين الأميلين . والأميل والحبل سواء . وقال لبيد :
[ ص: 172 ]
خنساء ضيعت الفرير فلم يرم عرض الشقائق طوفها وبغامها
وقال : قطع غلاظ بين كل حبلي رمل . وفي رواية الأصمعي النضر : الشقيقة الأرض بين الجبلين على طوارهما ، تنقاد ما انقاد الأرض ، صلبة يستنقع الماء فيها ، سعتها الغلوة والغلوتان . قلنا : ولولا تطويل أهل اللغة في ذكر هذه الشقائق ، وسلوكنا طريقهم في ذلك ، لكان الشغل بغيره مما هو أنفع منه أولى ، وأي منفعة في علم ما هي حتى تكون المنفعة في علم اختلاف الناس فيها . وكثير مما ذكرناه في كتابنا هذا جار هذا المجرى ، ولا سيما فيما زاد على الثلاثي ، ولكنه نهج القوم وطريقتهم .
ومن الباب الشقشقة : لهاة البعير ، وهي تسمى بذلك لأنها كأنها منشقة . ولذا قالوا للخطيب هو شقشقة ، فإنما يشبهونه بالفحل . قال الأعشى :
فاقن فإني طبن عالم أقطع من شقشقة الهادر
وفي الحديث : إن كثيرا من الخطب شقاشق الشيطان .
ومما شذ عن هذا الباب : الشقيق ، قالوا : هو الفحل إذا استحكم وقوي . قال الشاعر :
أبوك شقيق ذو صياص مذرب
[ ص: 173 ]