فالأول : طرف الشيء والثوب والحائط . ويقال ناقة طرفة : ترعى أطراف المرعى ولا تختلط بالنوق .
وقولهم : عين مطروفة ، من هذا ; وذلك أن يصيبها طرف شيء ثوب أو غيره فتغرورق دمعا . ويستعار ذلك حتى يقال : طرفها الحزن .
فأما قولهم : هو كريم الطرفين ، فقال قوم : يراد به نسب الأب والأم . ولا يدرى أي الطرفين أطول ، هو من هذا . وجمع الطرف أطراف . قال :
[ ص: 448 ]
وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوح
ويقال إن الطراف : ما يؤخذ من أطراف الزرع .ومن الباب : الطوارف من الخباء ، وهي ما رفعت من جوانبه لتنظر ، فأما قولهم : جاء فلان بطارفة عين ، فهو من الذي ذكرناه في قولهم : طرفت العين ، إذا أصابها طرف شيء فاغرورقت . وإذا كان كذا لم تكد تبصر . فكذلك قولهم : بطارفة عين ، أي بشيء تتحير له العين من كثرته .
ومن الباب قولهم للشيء المستحدث : طريف ; وهو خلاف التليد ، ومعناه أنه شيء أفيد الآن في طرف زمان قد مضى . يقولون منه : اطرفت الشيء ، إذا استحدثته ، أطرفه ، اطرافا .
ومن الباب : الرجل الطرف : الذي لا يثبت على امرأة ولا صاحب . وذلك القياس ; لأنه يطلب الأطراف فالأطراف . والمرأة المطروفة ، يقولون إنها التي لا تثبت على رجل واحد ، بل تطرف الرجال . وهو قول الحطيئة :
بغى الود من مطروفة الود طامح
ومن الباب الطرف : الفرس الكريم ، كأن صاحبه قد اطرفه . وللمطرف فضل على التليد . [ ص: 449 ] وأما الأصل الآخر فالطرف ، وهو تحريك الجفون في النظر . هذا هو الأصل ثم يسمون العين الطرف مجازا . ولذلك يسمى نجم من النجوم الطرفة ، كأنه فيما أحسب طرف الأسد . قال جرير :إن العيون التي في طرفها مرض قتلننا ثم لم يحيين قتلانا