فأما الناحية فالجناب . يقال هذا من ذلك الجناب ، أي الناحية . وقعد فلان جنبة ، إذا اعتزل الناس . وفي الحديث : عليكم بالجنبة فإنه عفاف .
ومن الباب الجنب للإنسان وغيره . ومن هذا الجنب الذي نهي عنه في الحديث : أن يجنب الرجل مع فرسه عند الرهان فرسا آخر مخافة أن يسبق فيتحول عليه . والجنب : أن يشتد عطش البعير حتى تلتصق رئته بجنبه . ويقال جنب يجنب . قال :
كأنه مستبان الشك أو جنب
والمجنب : الخير الكثير ، كأنه إلى جنب الإنسان . وجنبت الدابة إذا قدتها إلى جنبك . وكذلك جنبت الأسير . وسمي الترس مجنبا لأنه إلى جنب الإنسان .وأما البعد فالجنابة . قال الشاعر :
فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
ومما شذ عن الباب ريح الجنوب . يقال جنب القوم : أصابتهم ريح الجنوب ; وأجنبوا ، إذا دخلوا في الجنوب . وقولهم جنب القوم ، إذا قلت [ ص: 484 ] ألبان إبلهم . وهذا عندي ليس من الباب . وإن قال قائل إنه من البعد ، كأن ألبانها قلت فذهبت ، كان مذهبا ، وجنب قبيلة ، والنسبة إليها جنبي . وهو مشتق من بعض ما ذكرناه .