الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4053 ) فصل : ويستحق الشفيع الشقص بالثمن الذي استقر عليه العقد ، فلو تبايعا بقدر ، ثم غيراه في زمن الخيار بزيادة أو نقص ، ثبت ذلك التغيير في حق الشفيع ; لأن حق الشفيع إنما يثبت إذا تم العقد ، وإنما يستحق بالثمن الذي هو ثابت حال استحقاقه ، ولأن زمن الخيار بمنزلة حالة العقد ، والتغيير يلحق بالعقد فيه ; لأنهما على اختيارهما فيه ، كما لو كان في حال العقد .

                                                                                                                                            فأما إذا انقضى الخيار ، وانبرم العقد ، فزادا أو نقصا ، لم يلحق بالعقد ; لأن الزيادة بعده هبة يعتبر لها شروط الهبة ، والنقص إبراء مبتدأ ، ولا يثبت ذلك في حق الشفيع . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : يثبت النقص في حق الشفيع دون الزيادة ، وإن كانا عنده ملحقان بالعقد ; لأن الزيادة تضر الشفيع ، فلم يملكها ، بخلاف النقص ، وقال مالك : إن بقي ما يكون ثمنا أخذ به ، وإن حط الأكثر أخذه بجميع الثمن الأول .

                                                                                                                                            ولنا ، أن ذلك يعتبر بعد استقرار العقد ، فلم يثبت في حق الشفيع ، كالزيادة ، ولأن الشفيع استحق الأخذ بالثمن الأول قبل التغيير ، فلم يؤثر التغيير بعد ذلك فيه ، كالزيادة . وما ذكروه من العذر غير صحيح ; لأن ذلك لو لحق العقد لزم الشفيع ، وإن أضر به ، كالزيادة في مدة الخيار ، ولأنه حط بعد لزوم العقد ، فأشبه حط الجميع أو الأكثر عند مالك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية