الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4194 ) فصل : ويجوز أن يستأجر لحصاد زرعه . ولا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم . وكان إبراهيم بن أدهم يؤجر نفسه لحصاد الزرع . ويجوز أن يقدره بمدة ، وبعمل معين ، مثل أن يقاطعه على حصاد زرع معين . ويجوز أن يستأجر رجلا لسقي زرعه ، وتنقيته ، ودياسه ، ونقله إلى موضع معين

                                                                                                                                            ويجوز أن يستأجر رجلا ليحتطب له ; لأنه عمل مباح تدخله النيابة ، أشبه حصاد الزرع . قال أحمد ، في رجل استأجر أجيرا على أن يحتطب له على حمارين كل يوم ، فكان الرجل ينقل عليهما وعلى حمير لرجل آخر ، ويأخذ منه الأجرة . فإن كان يدخل عليه ضرر ، يرجع عليه بالقيمة . فظاهر هذا أن المستأجر يرجع على الأجير بقيمة ما استضر باشتغاله عن عمله ; لأنه قال : إن كان يدخل عليه ضرر يرجع عليه بالقيمة . فاعتبر الضرر ، وظاهر هذا أنه إذا لم يستضر ، لا يرجع بشيء ; لأنه اكتراه لعمل ، فوفاه على التمام ، فلم يلزمه شيء ، كما لو استأجره لعمل ، فكان يقرأ القرآن في حال عمله ، فإن ضر المستأجر ، يرجع عليه بقيمة ما فوت عليه

                                                                                                                                            ويحتمل أنه أراد أنه يرجع عليه بقيمة ما عمله لغيره ; لأنه صرف منافعه المعقود عليها إلى عمل غير المستأجر ، فكان عليه قيمتها ، كما لو عمل لنفسه . وقال القاضي : معناه أنه يرجع عليه بالأجر الذي أخذه من الآخر ، لأن منافعه في هذه المدة مملوكة لغيره ، فما حصل في مقابلتها يكون للذي استأجره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية