الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

              الأستاذ / أحمد العلاونة

              - تعلمه

              تلقى علومه الأولية في مدارس أهلية ورسمية مختلفة ببيروت، والتحق بالدائرة الاستعدادية (الصف الثالث الثانوي) بالجامعة الأمريكية [1] ، وتخرج فيها عام 1924م، وكان الأول على دروس اللغة العربية، دون اللغات الرسمية الأخرى، ولهذا كان خطيب احتفال التخرج باللغة العربية، وكان موضوع خطبته (لا للشهادة) في حين خطب صبحي المحمصاني (باللغة الإنكليزية) وقسطنطين زريق (باللغة الفرنسية) ، ودخل الدائرة العلمية في الجامعة الأمريكية وتخرج بها (بكالوريوس علوم) مختصا بالأدب العربي والتاريخ، عام 1928م.

              ثم تابع دراسته العليا في ألمانيا ، فدرس في جامعة برلين، وجامعة ليبزغ وجامعة أرلنجن، وحاز الدكتوراة في الفلسـفة عن أطروحته: «الإسلام كما يظهر في الشعر العربي، مـنذ الهجرة إلى موت الخليفة عمر بن الخطاب 1-23هـ» عام 1937م.. ولهذه الأطروحة قصة: ذلك أن عمر فروخ ، رحمه الله، اقترح على أستاذه المستشرق «يوسف هـل» [2] عددا من الموضوعات الصالحة لإعداد الأطروحة، فاستحسنها «يوسف هـل» كلها، ولكنه قال له: [ ص: 25 ]

              «إن نفرا من المستشرقين يعتقدون أن الإسلام لم يكن له نفوذ في العرب في أول الأمر، وأن هـذا النفوذ الديني المشهور للإسلام، إنما هـو من صنع المؤرخين العباسيين؛ ويحتج هـؤلاء المستشرقون لذلك بأن الشعر العربي المعاصر للدعوة الإسلامية لا ينكشف على أثر للإسلام بين العرب عامة وبين البدو منهم خاصة» ثم قال الأستاذ «هل» : «هل تستطيع يا عمر أن تنقض الرأي المذكور؟»

              يقول عمر ، رحمه الله: «فاستمهلته نحو أسبوعين، انقلبت فيهما إلى المصادر، ثم كتبت إليه من برلين أنني أستطيع أن أفعل ذلك».

              وأخذ عمر، رحمه الله، يجمع الشواهد حتى اجتمع لديه منها الكثير، وكتب يقول: «حينئذ أخذت نفسي بألا أعتمد على شاهد إلا إذا كان قد ورد في الكتب الموثوقة، مما لا يعترض عليه المستشرقون عادة، غير أني وجدت أنني تناولت عصرا كبيرا، فضيقت نطاق بحثي، فخرج موضوع الأطروحة: (الإسلام كما يظهر في الشـعر العربي، منذ الهجـرة إلى موت الخليفة عمر بن الخطاب 1 - 23هـ / 622-644م) وكان العمل في هـذه الأطروحة مضنيا يحتاج إلى جلد وأناة أكثر مما يحتاج إلى خيال وأسلوب» [3] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية