الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

              الأستاذ / أحمد العلاونة

              - معالم الأدب العربي في العصر الحديث

              يعد هـذا الكتاب متمما ومكملا لكتاب (تاريخ الأدب العربي) ، بدأ فيه من حيث توقف في (تاريخ الأدب العربي) ، فأرخ فيه للأدب العربي في قرنين من الزمن: العاشر والحادي عشر الهجريين.. وهو في جزئين، بلغت صفحاته (1423 صفحة) ، وتناول دراسة 245 شخصا من أعلام الأدب واللغة والشعر، واتبع المنهج الذي اتبعه في (تاريخ الأدب العربي) .

              وقد واجهته بعض الصعوبات، منها: فقدان المنطق في نفر من المؤلفين، وفساد الأحكام، ومجانبة الإنصاف، والمبالغات، والخرافات [1]

              وأبان أن العصر العثماني (وهو العصر الذي يؤرخ له في الكتاب) غني بالأدب، على عكس ما يذكره كثير من الباحثين، مشيرا إلى أن مدى الأدب العربي وخصائصه في الفتح العثماني كانت تختلف من مدى الأدب العربي [ ص: 121 ]

              وخصائصه في العصر العباسي؛ ثم إن نفرا كثيرين من العثمانيين قد تعلموا اللغة العربية ونظموا فيها ونثروا، كما أن نفرا كثيرين من العرب أيضا تعلموا اللغة التركية (لغة الإدارة في الدولة) واللغة الفارسية (لغة الثقافة في البلاد العثمانية) .

              ويقول: «ونحن حينما نؤرخ عصرا فإنما نؤرخ ذلك العصر بخصائصه الذاتية. وإذا كان الأدب الأوربي اليوم مختلفا من الأدب الأوربي الذي صاغه شكسبير الإنكليزي (ت سنة 1616م) وراسين الفرنسي (ت سنة 1699م) وغوته الألماني ( ت سنة 1832م) مثلا، فلا يجوز لنا أن نقول إن أوربا كانت بعد هـؤلاء في عصر انحطاط» [2] .

              وقد مهد للجزء الثاني بفصل طويل في الآداب الأوربية في القرن السابع عشر للميلاد (الحادي عشر للهجرة) ، تغيا بهذا أن يدل على أن عددا من تلك اللغات قد ولد بعد، وأن العدد الآخر منها كان لا يزال يحبو نحو البلوغ، وانتهى إلى القول: بأن «الأدب الأوربي، في مجموعه، كان أدنى طبقة من الأدب العربي المعاصر له، ومن الأدب الجاهلي قبل أحد عشر قرنا.. وإن كان عدد من وجوه الأدب في أوربة قد بلغ في فرنسا وإنكلترا وإسبانية مرتبة رفيعة أو مرتبته العليا، فإن ذلك كان بفضل الأدب العربي، ويصلح أن يكون هـذا الفصل جانبا من الأدب المقارن» [3] [ ص: 122 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية