شروط المشروع النهضوي الحضاري

يرى بعض المفكرين أن الحركة التاريخية في مضمونها وعمقها تدور على قاعدتين اثنتين هما:

- قاعدة المواجهة؛

- وقاعدة المراجعة؛

حيث تعتمد المراجعة على تشخيص للخـلفية الدينية والحضـارية، أو هي لا تعدو أن تكون ذلك التشخيـص، وأن سـائر الأمور الأخرى ما هي إلا أقنعـة تخفي وراءها الدواعي الأسـاسية والمؤثرات الفاعلة التي تنطـوي تحت الخلفية الدينية والحضـارية.

أما المواجهة فهي الاستعداد الشامل حضاريا كقانون في تطور القوة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة ^[1] .

وفي التفاصيل لشروط المشروع النهضوي الحضاري يمكن إجمال هذه الشروط بالنقاط الآتية: [ ص: 104 ]

1- القضاء على التبعية والتخلف

إن إنهاء حالة التبعية وردم الهوة الحضارية بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومجتمعات (الآخر) لا يكون بتقـليد هذه الأخـيرة، بل بإبداع نظامنا الخاص دونما انغلاق على تجارب الآخرين، والتخلف متلازم مع التبعية، فلا يكون الخروج من التخلف إلا بالتحرر من التبعية، ويبدأ ذلك من خلال سيطرتنا على مواردنا الطبيعية والإنسانية والاعتماد على النفس، فقد سحقت التبعية إنسانيتنا بما فيه الكفاية، وبقدر ما تستمر عملية السحق هذه تطول أزمنة التخلف وتزداد صعوبات التحرر، إذ التبعية ليست مجرد سلب الموارد والأرض والممتلكات، إنها قبل كل شيء سلب لإنسانيتنا وهويتنا بالذات، ولطاقاتنا على النمو والإبداع ^[2] .

2- إعادة النظر في أنظمة التربية والتعليم والبحث العلمي

وذلك بهـدف إصـلاحها إصـلاحا جـذريا يراعي التقدم العـلمي والتكنـولوجي في العالـم، ويرفع من السـوية الحالية إلى مصـاف التعـليم والبحث العلمي في البلدان المتقـدمة، ولا بد أن [ ص: 105 ] تستهـدف خطط الإصـلاح القضاء على الأمية في مدة زمنية محددة، وإتاحة مجانية وإلزامية التعليم، مع التركيز على نوعيته وتحـديث مستواه، وتعزيز الولاء للوطن، والانتماء للأمة، وترسيخ الهوية العربية والإسـلامية، إذ النهضـة لدى أي أمة تقـاس بالمستوى العلمي والثقافي لمجموع الأمة أو الشعب، وليس بأعداد المدارس والجامعات، وأعداد الطلبة ^[3] .

3- مواجهة الطبقية

ويتحقق ذلك من خلال العدالة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في المجتمع العربي والإسلامي، والقضاء على الفقر ما أمكن، فمـا يمارسـه أو مارسه النفوذ الغربي تقوم به اليوم مجموعة من الطبقات الحاكمة، ورجال الأعمال مما يساهم في زيادة الضغوط القاتلة على حيوية الإنسان العربي والمسلم.. وأي محاولة نهضوية تتجاهل هذه الإشكالية ستواجه عوائق مضاعفة تمنع تقدمها فضلا عن إمكانية فشلها نتيجة تجاهل متطلبات الغالبية من أبناء هذه الأمة ^[4] . [ ص: 106 ]

4- اعتماد المنهجية العلمية في التفكير والعمل والتنمية

حيث من المعلوم أن اعتماد هذه المنهجية يساهم بشكل كبير في التحرر من التخلف الذي تعيشه الأمة، وربط العلم بالمجتمع وبحاجاته وحل مشكلاته، ويقتضي ذلك تبني الترشيد، والنظرة العقلانية في مجابهة المشكلات وتحليلها، ووضع الحلول لها، وممارسة النقد العلمي والنقد الذاتي في كل خطوة نخطوها ^[5] .

5- مواصلة إحياء التراث العربي- الإسلامي

ويتمثل ذلك في دراسته دراسة علمية موضوعية بحرية وثقة تامة، وبصورة تربط ماضي الأمة بحاضرها ومستقبلها، وتحافظ على هويتها وتعزز الصلة بحضارتها، ولا بد أن يصاحب ذلك دراسة الفكر الغربي الحديث والمعاصر دراسة نقدية علمية موضوعية بقصد الإفادة منه باعتباره جزءا من تراث الإنسانية ^[6] .

6- التخلص من الاغتراب

وهي حـالة جعـلت الإنسـان العربي والمسـلم يعيش عـلى هـامش الوجـود لا المركز، حيث يمـكنه أن يبدع ويحقـق النهضة [ ص: 107 ] المنشودة، وفي هذه الحالة يتحول هذا الإنسان إلى كائن عاجز ومسحوق تحت أثقال حاجاته اليومية، فيعيش على هامش وجوده هو بالذات ونشاطاته واهتماماته بدلا من العيش في صميمها، تحتل الأشياء حياته فيفكر إنما ليس بنفسه، ويشعر إنما ليس بوجوده، ويحقق إنما لغيره، وتجاوز حالة الاغتراب الشاملة هذه نقطة محورية لصياغة الإنسان المؤهل لعملية النهضة ومشروعها ^[7] .

7- التحول نحو الحياة الديمقراطية

وذلك من خلال التوعية المنظمة طويلة النفس، والمثابرة على تغيير الواقع الراهن بمختلف السبل النظرية والتنظيمية، بما في ذلك بناء القوى السياسية القادرة على بلورة رؤية واضحة للتحول الديمقراطي المطلوب وطبيعة أهدافه، وصياغة برنامج للعمل المطلوب، ويشمل ذلك تعيين الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأخلاقية، وبيان التحالفات الداخلية التي تضمن نجاح التحول الديمقراطي واستمراره، وإصلاح المؤسسات الرسمية والاجتماعية وتحريرها من الهيمنة الحزبية أو الطائفية أو العشائرية ^[8] . [ ص: 108 ]

8- الوحدة العربية

يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار الوحدة العربية والتقدم الهدفين الرئيسين لأي مشروع نهضوي حضاري قادم وممكن، فالتجزئة السياسية التي يعيش العرب على الأقل في ظلها منذ قرن من الزمن تقريبا من المعوقات الأساسية لنهوضهم وتقدمهم، إذ من الأهمية بمكان وضع حد لتباعد المسافات النفسية والاجتماعية بين أفراد المجتمع العربي -تحديدا- وجماعاته وأقاليمه القريبة والبعيدة.

9- تحقيق الحرية والعدالة

وهذه خطوة أساسية في المشروع النهضوي الحضاري تتمثل بممارسات عملية من أبرزها سيادة القانون وتعزيز المحاكم المدنية، وإلغاء الطبقية، وملائمة قوانين الأحوال الشخصية، واحترام وتطبيق حقوق الإنسان، وتشجيع التفكير العلمي...... [ ص: 109 ]

شروط المشروع النهضوي الحضاري

يرى بعض المفكرين أن الحركة التاريخية في مضمونها وعمقها تدور على قاعدتين اثنتين هما:

- قاعدة المواجهة؛

- وقاعدة المراجعة؛

حيث تعتمد المراجعة على تشخيص للخـلفية الدينية والحضـارية، أو هي لا تعدو أن تكون ذلك التشخيـص، وأن سـائر الأمور الأخرى ما هي إلا أقنعـة تخفي وراءها الدواعي الأسـاسية والمؤثرات الفاعلة التي تنطـوي تحت الخلفية الدينية والحضـارية.

أما المواجهة فهي الاستعداد الشامل حضاريًا كقانون في تطور القوة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة ^[1] .

وفي التفاصيل لشروط المشروع النهضوي الحضاري يمكن إجمال هذه الشروط بالنقاط الآتية: [ ص: 104 ]

1- القضاء على التبعية والتخلف

إن إنهاء حالة التبعية وردم الهوّة الحضارية بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومجتمعات (الآخر) لا يكون بتقـليد هذه الأخـيرة، بل بإبداع نظامنا الخاص دونما انغلاق على تجارب الآخرين، والتخلف متلازم مع التبعية، فلا يكون الخروج من التخلف إلا بالتحرّر من التبعية، ويبدأ ذلك من خلال سيطرتنا على مواردنا الطبيعية والإنسانية والاعتماد على النفس، فقد سحقت التبعية إنسانيتنا بما فيه الكفاية، وبقدر ما تستمر عملية السحق هذه تطول أزمنة التخلف وتزداد صعوبات التحرر، إذ التبعية ليست مجرّد سلب الموارد والأرض والممتلكات، إنها قبل كل شيء سلب لإنسانيتنا وهويتنا بالذات، ولطاقاتنا على النمو والإبداع ^[2] .

2- إعادة النظر في أنظمة التربية والتعليم والبحث العلمي

وذلك بهـدف إصـلاحها إصـلاحًا جـذريًا يراعي التقدم العـلمي والتكنـولوجي في العالـم، ويرفع من السـوية الحالية إلى مصـاف التعـليم والبحث العلمي في البلدان المتقـدمة، ولا بد أن [ ص: 105 ] تستهـدف خطط الإصـلاح القضاء على الأمّية في مدة زمنية محددة، وإتاحة مجانية وإلزامية التعليم، مع التركيز على نوعيته وتحـديث مستواه، وتعزيز الولاء للوطن، والانتماء للأمة، وترسيخ الهوية العربية والإسـلامية، إذ النهضـة لدى أي أمة تقـاس بالمستوى العلمي والثقافي لمجموع الأمة أو الشعب، وليس بأعداد المدارس والجامعات، وأعداد الطلبة ^[3] .

3- مواجهة الطبقية

ويتحقق ذلك من خلال العدالة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في المجتمع العربي والإسلامي، والقضاء على الفقر ما أمكن، فمـا يمارسـه أو مارسه النفوذ الغربي تقوم به اليوم مجموعة من الطبقات الحاكمة، ورجال الأعمال مما يساهم في زيادة الضغوط القاتلة على حيوية الإنسان العربي والمسلم.. وأي محاولة نهضوية تتجاهل هذه الإشكالية ستواجه عوائق مضاعفة تمنع تقدمها فضلًا عن إمكانية فشلها نتيجة تجاهل متطلبات الغالبية من أبناء هذه الأمة ^[4] . [ ص: 106 ]

4- اعتماد المنهجية العلمية في التفكير والعمل والتنمية

حيث من المعلوم أن اعتماد هذه المنهجية يساهم بشكل كبير في التحرر من التخلف الذي تعيشه الأمة، وربط العلم بالمجتمع وبحاجاته وحل مشكلاته، ويقتضي ذلك تبني الترشيد، والنظرة العقلانية في مجابهة المشكلات وتحليلها، ووضع الحلول لها، وممارسة النقد العلمي والنقد الذاتي في كل خطوة نخطوها ^[5] .

5- مواصلة إحياء التراث العربي- الإسلامي

ويتمثّل ذلك في دراسته دراسة علمية موضوعية بحرية وثقة تامة، وبصورة تربط ماضي الأمة بحاضرها ومستقبلها، وتحافظ على هويتها وتعزز الصلة بحضارتها، ولا بد أن يصاحب ذلك دراسة الفكر الغربي الحديث والمعاصر دراسة نقدية علمية موضوعية بقصد الإفادة منه باعتباره جزءًا من تراث الإنسانية ^[6] .

6- التخلص من الاغتراب

وهي حـالة جعـلت الإنسـان العربي والمسـلم يعيش عـلى هـامش الوجـود لا المركز، حيث يمـكنه أن يبدع ويحقـق النهضة [ ص: 107 ] المنشودة، وفي هذه الحالة يتحول هذا الإنسان إلى كائن عاجز ومسحوق تحت أثقال حاجاته اليومية، فيعيش على هامش وجوده هو بالذات ونشاطاته واهتماماته بدلًا من العيش في صميمها، تحتل الأشياء حياته فيفكر إنما ليس بنفسه، ويشعر إنما ليس بوجوده، ويحقّق إنما لغيره، وتجاوز حالة الاغتراب الشاملة هذه نقطة محورية لصياغة الإنسان المؤهل لعملية النهضة ومشروعها ^[7] .

7- التحول نحو الحياة الديمقراطية

وذلك من خلال التوعية المنظمة طويلة النفس، والمثابرة على تغيير الواقع الراهن بمختلف السبل النظرية والتنظيمية، بما في ذلك بناء القوى السياسية القادرة على بلورة رؤية واضحة للتحول الديمقراطي المطلوب وطبيعة أهدافه، وصياغة برنامج للعمل المطلوب، ويشمل ذلك تعيين الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأخلاقية، وبيان التحالفات الداخلية التي تضمن نجاح التحول الديمقراطي واستمراره، وإصلاح المؤسسات الرسمية والاجتماعية وتحريرها من الهيمنة الحزبية أو الطائفية أو العشائرية ^[8] . [ ص: 108 ]

8- الوحدة العربية

يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار الوحدة العربية والتقدم الهدفين الرئيسين لأي مشروع نهضوي حضاري قادم وممكن، فالتجزئة السياسية التي يعيش العرب على الأقل في ظلها منذ قرن من الزمن تقريبًا من المعوقات الأساسية لنهوضهم وتقدمهم، إذ من الأهمية بمكان وضع حد لتباعد المسافات النفسية والاجتماعية بين أفراد المجتمع العربي -تحديدًا- وجماعاته وأقاليمه القريبة والبعيدة.

9- تحقيق الحرية والعدالة

وهذه خطوة أساسية في المشروع النهضوي الحضاري تتمثل بممارسات عملية من أبرزها سيادة القانون وتعزيز المحاكم المدنية، وإلغاء الطبقية، وملائمة قوانين الأحوال الشخصية، واحترام وتطبيق حقوق الإنسان، وتشجيع التفكير العلمي...... [ ص: 109 ]