2- التفاعل الإيجابي:
ويقوم على تواصل ثقافي سلمي يرتبط بمعطيات الواقع، بمعنى أن يتم تقدير دور ثقافات الأمم والشعوب في الوصول إلى صيغة تساعد على تشكيل حضارة إنسانية. أي أن يجري التواصل في ظل الاحترام المتبادل لكل هوية ثقـافية وخصـائصها الذاتية وتصوراتها الفـكرية. غير أنه، التواصـل، لا يمكن أن يتحقق إلا بين أطراف تجمعها الرغبة المشتركة في تحقيق أهداف معلومة ومتفق عليها، فإذا غابت الرغبة فسيكون من العبث الحديث عن التفاعل الإيجابي؛ لأنه سيكون مفرغا من دلالته الحقيقية، ومكرسا للهيمنة والغطرسة وفرض الأمر الواقع [1] .
والتفاعل الإيجابي لابد أن يتم في سياق حوار موضوعي هادئ يجري الإعـداد له وفق برامج متتالية، بحيث تكون بعيدة عن القضايا الخاصة للأمم والشعوب، سواء أكانت عقـائدية أم أخلاقية أم غـير ذلك؛ لأن إثارة مثل هذه القضايا إما أن تؤدي إلى وقف الحوار لما تنطوي عليه من [ ص: 57 ] مواقف متناقضة، أو أن لا يسفر عن شيء لعدم فاعليته، فهو يكون أقرب إلى حوار الطرشان.