الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
1- الحوار:

حوار الحضـارات هـو تبادل لوجهات النظر والتشاور بين ممثليها حول قضايا البشرية، وبخاصة الثقافية والاقتصادية والسياسية، وتصورات ممثليها لكيفية مواجهتها، والتعامل معها وصولا إلى تفاهمات معينة. إنه يعني التعـاطي الإيجابي والموضـوعي مع الموضـوعات والقضـايا المطروحة، والقدرة على التفـاعل مع جميـع الآراء في المسـتويات المختـلفة لتحقيق الأهداف المنشودة.

إنه يرمي أساسا إلى التغلب على أسباب الخلافات، وبث روح الشراكة بين الثقافات، لاسيما وأن أي منها لا تحتكر الحقيقة،‏ فالواقع يستلزم إقرار كل حضارة بأنها لا تملك سوى جزء منها. ولا تنكر على الأطراف الأخرى امتـلاك الأجـزاء الأخرى، وأن كل الحضارات قادرة على المساهمة بشكل أو بآخر في حل المشكلات الإنسانية.

وفي هذا السياق لابد أن نشير إلى أن فكرة الحوار مع الغرب ارتبطت بها عدة مسارات، متداخلة رغم تباين اهتمامات كل منها، وأبرزها وفقا لتاريخ ظهورها: حوار الشمال والجنوب، والحوار العربي- الأوروبي، والحوار الإسلامي- الأوروبي.

حوار الشمال والجنوب بين الدول المتقدمة والدول النامية عقد مؤتمره الأول عام 1974م، حيث ركزت الأولى على موضوع الطاقة بينما عنيت [ ص: 116 ] الثانية بتثبيت أسعـار المنتجات الأساسية وبقضايا التنمية والأمور المالية. ثم عقدت المؤتمرات الأخرى بعد ذلك تحت شعار التعاون الاقتصادي [1] .

والحوار العربي الأوروبي عقد لأول مرة في عام 1975م، بين المجموعة الاقتصادية الأوروبية وعدد من الدول العربية في إطار اهتمام الأوروبيين بإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية واستئناف تزويدهم بالبترول، وتركيز العرب على السلام والتنمية والمصالح المشتركة.

ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالحوار الإسلامي - الأوروبي، فقد عقد في نفس الفترة بين ممثلي دول منظمة المؤتمر الإسلامي وممثلي دول الاتحاد الأوروبي بهدف كسر الحواجز الفكرية والثقافية بين الطرفين، وخلق جو من الثقة والتفاهم بينهما للسير على طريق التفاعل الثقافي الإيجابي، و تعزيز العلاقات الإسلامية الأوروبية على قاعدة خدمة المصالح الحيوية المشتركة.

أما حوار الأديان فهو ظاهرة حديثة نسبيا، إذ يعود الاهتمام به إلى تسعينيات القرن الماضي، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق بين أصحاب الديانات السماوية حول قضايا عامة كالأخلاق الفاضلة وحقوق الإنسان وتحريم الاغتصاب. وقد عنيت به دولة قطر، حيث أنشأت مركزا دوليا لحوار الأديان، كما احتضنت عشرة مؤتمرات كان آخرها في إبريل من العام 2012م. [ ص: 117 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية