2- الرغبة العامة في الحوار مع الآخر:
لقد أخذ يظهر في الغرب وعي بالحاجة إلى آلية الحوار للدفع نحو التكامل بين الحضارات، ووجد هذا الوعي انعكاساته في مظاهر عديدة، من بينها، على سبيل المثال، توجه الصحف البريطانية في العام 2012م للتأسيس لثقافة الحوار وتقارب الحضارات. فبلغ عدد موادها الإعلامية في إطار تقارب الحضارات 39 مادة من مجموع 58 مادة إعلامية غطتها إحدى الدراسات، أي بما يزيد عن 67%. وظهر هذا التوجه في الإعلام الفرنسي وإن كان بدرجة أقل، إذ بلغ عدد المواد، التي شملتها الدراسة في [ ص: 108 ] الاتجاه نفسه 37 مادة من مجموع 69 مادة إعلامية، أي بنسبة 53,6%. وأظهـرت المطبوعات الألمانية الشيء نفسه ولكن أيضا بنسبة أقل، حيث بلغ عدد المواد الإعـلامية 15 مادة من مجموع 29 مادة إعلامية أي بنسبة 51,7
[1] .
وفي الشرق الإسلامي، يعد الحوار واحدا من المبادئ الأساسية في التعامل مع الآخر، وذلك وفقا لقوله سبحانه تعالى: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) (آل عمران :64)، ففي هذه الآية الكريمة دعوة صريحة إلى الحوار البناء وبدون تعصب بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.
ولا شك أن الطرفين يرومان تصحيح الصورة السلبية لدى كل منهما عن الآخر، مما يفتح الباب أمام معرفة موضوعية لكليهما، تسمح بداية بفهم حقيقي للمشاكل، التي تعترض إحلال السلام وإيجاد الحلول لها، والتعايش والتعاون، ثم الانتقال إلى التحالف والتكامل. [ ص: 109 ]