الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويستحب الصدقة بالفاضل عن كفايته وكفاية من يمونه ) هكذا أطلق جماعة من الأصحاب . ومرادهم بالكفاية : الكفاية الدائمة كما صرح به الأصحاب ، بمتجر أو غلة وقف وصنعة ، وهذا المذهب مطلقا . أعني الصدقة بالفاضل عن كفايته ، وكفاية من يمونه بمتجر ونحوه ، وعليه أكثر الأصحاب ، وجزم به في المذهب ، والمغني ، والشرح ، والوجيز ، وغيرهم ، وقدمه في الفروع ، وقال : ومعنى كلام ابن الجوزي في بعض كتبه : لا يكفي الاكتفاء بالصنعة ، وقاله في غلة وقف أيضا . قال صاحب الفروع : وفي الاكتفاء بالصنعة نظر ، وقال ابن عقيل في موضع من كلامه : أقسم بالله لو عبس الزمان في وجهك مرة لعبس في وجهك أهلك وجيرانك . ثم حث على إمساك المال . [ ص: 267 ] وذكر ابن الجوزي في كتابه " السر المصون " أن الأولى أن يدخر لحاجة تعرض ، وأنه قد يتفق له مرفق فيخرج ما في يده فينقطع مرفقه ، فيلاقي من الضرر ومن الذل ما يكون الموت دونه ، وذكر كلاما طويلا في ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية