الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فوائد . إحداها : لو لم يخرج من لزمته فطرة غيره عن ذلك الغير : لم يلزم الغير شيء وللغير مطالبته بالإخراج . على الصحيح من المذهب . وعليه الأصحاب . قال في الفروع : جزم به الأصحاب . منهم أبو الخطاب في الانتصار كنفقته ، وقال أبو المعالي : ليس له مطالبته بها ، ولا افتراضها عليه . قال في الفروع : كذا قال ، فعلى المذهب : هل تعتبر نيته فيه ؟ على وجهين ، وأطلقهما في الفروع ، والرعاية ، وابن تميم .

قلت : الصواب لا ، اكتفاء بنية المخرج . الثانية : لو أخرج عمن لا تلزمه فطرته بإذنه أجزأ ، وإلا فلا . قال أبو بكر الآجري : هذا قول فقهاء المسلمين . الثالثة : لو أخرج العبد بغير إذن سيده : لم تجزه مطلقا . على الصحيح من المذهب ، ولعله خارج عن الخلاف الذي ذكره المصنف ، وقيل : إن ملكه السيد مالا وقلنا : يملكه ففطرته عليه مما في يده ، فيخرج العبد عن عبده مما في يده . [ ص: 176 ] وقيل : بل تسقط لتزلزل ملكه ونقصه . قال في الرعاية : وعلى الوجوب إن أخرجها بلا إذن سيده أجزأت . قلت : لا تجزئه ، وقيل : فطرته عليه مما في يده . فإن تعذر كسبه فعلى سيده . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية