تنبيه : ظاهر قوله ( ومن فكأنما صام الدهر ) . أن الأولى : متابعة الست ، إذ المتابعة ظاهرها التوالي ، وهو ظاهر كلام صام رمضان وأتبعه بست من شوال ، وجماعة كثيرة من الأصحاب : وصرح بعض الأصحاب بذلك ، وجزم به في المذهب ، ومسبوك الذهب ، والصحيح من المذهب : حصول فضيلتها بصومها متتابعة ومتفرقة . ذكره كثير من الأصحاب . منهم صاحب الهداية ، والمستوعب ، والمغني ، والشرح ، والمحرر ، والرعاية الصغرى ، والفائق وغيرهم . هو ظاهر كلامه في الخلاصة ، والتلخيص ، والوجيز ، والحاويين وغيرهم ; لإطلاقهم صوما ، وقال في الرعاية الكبرى : وإن فرقها جاز ، وقدمه في الفروع ، وقال : وهو ظاهر كلام الخرقي في أول الشهر وآخره . قال في اللطائف : هذا قول الإمام أحمد ، واختاره أحمد الشيخ تقي الدين ، واستحب بعض الأصحاب التتابع ، وأن يكون عقيب العيد ، قال في الفروع : وهذا أظهر ، ولعله مراد والأصحاب ; لما فيه من المسارعة إلى الخير ، وإن حصلت الفضيلة بغيره ، فائدتان . إحداهما : ظاهر كلام أحمد : أن الفضيلة لا تحصل بصيام الستة في غير شوال ، وهو صحيح ، وصرح به كثير من الأصحاب . وقال في الفروع : ويتوجه احتمال تحصل الفضيلة بصومها في غير شوال ، وقال في الفائق : ولو كانت من غير شوال ففيه نظر . [ ص: 344 ] المصنف قلت : وهذا ضعيف مخالف للحديث ، وإنما ألحق بفضيلة رمضان لكونه حريمه ، لا لكون الحسنة بعشر أمثالها ; ولأن الصوم فيه يساوي رمضان في فضيلة الواجب . قاله في الفروع ، ويتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها ، وقضى رمضان ، وقد أفطره لعذر . قال : ولعله مراد الأصحاب ، وما ظاهره خلافه : خرج على الغالب المعتاد . انتهى . قلت : وهو حسن .