الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

الفروع

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة

جزء

ولا يجب السحور حكاه ابن المنذر وغيره ( ع ) . وتحصل فضيلة السحور بأكل أو شرب ، لحديث أبي سعيد { ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء } وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ضعيف ، رواه أحمد وغيره ، ورواه ابن أبي عاصم وغيره من حديث أنس من رواية عبد الرحمن بن ثابت ، قال العقيلي : لا يتابع عليه ، فيتوجه أن [ ص: 72 ] يخرج القول بهذا على العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ، وقد سبق في صلاة التطوع ، ولأحمد من حديث جابر { من أراد أن يصوم فليتسحر ولو بشيء } قال صاحب المحرر والظاهر أنه مراد غيره : وكمال فضيلته بالأكل ، لحديث عمرو بن العاص { إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر } رواه أحمد ومسلم وغيرهما .

وَلَا يَجِبُ السُّحُورُ حَكَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ ( ع ) . وَتَحْصُلُ فَضِيلَةُ السُّحُورِ بِأَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ ، لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ { وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ } وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ الْعُقَيْلِيُّ : لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، فَيَتَوَجَّهُ أَنْ [ ص: 72 ] يُخَرَّجَ الْقَوْلُ بِهَذَا عَلَى الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي الْفَضَائِلِ ، وَقَدْ سَبَقَ فِي صَلَاةِ التَّطَوُّعِ ، وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ { مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ فَلْيَتَسَحَّرْ وَلَوْ بِشَيْءٍ } قَالَ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مُرَادُ غَيْرِهِ : وَكَمَالُ فَضِيلَتِهِ بِالْأَكْلِ ، لِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ { إنَّ فَصْلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث