الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن حبس نقد غيره عنه مدة ثم أداه إليه عزر ، فإن لم يتعمد الإثم فلا ضمان في الدنيا لأجل الربا ، وهنا يعطي الله عز وجل صاحب الحق من حسنات الآخر تمام حقه ، فإذا كان هذا الظالم لا يمكنه تعزيره فله أن يدعو عليه بعقوبة بقدر مظلمته ، وإذا كان ذنب الظالم إفساد دين المظلوم لم يكن له أن يفسد دينه ، لكن له أن يدعو الله بما يفسد به دينه مثل ما فعل به .

                                                                                                          وكذا لو افترى عليه الكذب لم يكن له أن يفتري عليه الكذب . لكن له أن يدعو الله عليه بمن يفتري عليه الكذب نظير ما افتراه ، وإن كان هذا الافتراء محرما ، لأن الله إذا عاقبه بمن يفعل به ذلك لم يقبح منه ولا ظلم فيه ، لأنه اعتدى بمثله ، وأما من العبد فقبيح ليس له فعله .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية