الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويتوجه في الذب عن عرض غيره الخلاف .

                                                                                                          وقد روى أحمد النهي عن خذلان المسلم ، والأمر بنصر المظلوم .

                                                                                                          وروى هو والترمذي وحسنه عن أبي الدرداء مرفوعا : { من رد عن عرض أخيه رد الله وجهه عن النار يوم القيامة } .

                                                                                                          وروى أحمد وأبو داود من رواية يحيى بن سليم عن إسماعيل بن بشير وفيهما جهالة عن جابر وأبي طلحة مرفوعا : { ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته }

                                                                                                          ولأحمد من حديث سهل بن حنيف { من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على نصره أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة } وفيه ابن لهيعة .

                                                                                                          وعن أبي هريرة مرفوعا { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره } وعن ابن عمر مرفوعا { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه } متفق عليهما ، ويأتي كلام شيخنا في شهادة العدو ، ولو ظلم ظالم فنقل ابن أبي حرب : لا يعينه حتى يرجع عن ظلمه ، ونقل الأثرم : لا يعجبني أن يعينوه ، أخشى أن يجترئ ، يدعونه حتى ينكسر ، واقتصر [ ص: 149 ] عليهما الخلال وصاحبه ، وسأله صالح فيمن يستغيث به جاره ، قال : يكره أن يخرج إلى صيحة بالليل ، لأنه لا يدري ما يكون .

                                                                                                          وظاهر كلام الأصحاب خلافه ، وهو أظهر في الثانية .

                                                                                                          قال أنس { : فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق أناس قبل الصوت فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا } متفق عليه .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية