الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6348 - كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام - د ت) عن عائشة - ح صح).

التالي السابق


(كل مسكر حرام) سواء اتخذ من العنب أم من غيره، وفرق الحنفية بينهما بدعوى المغايرة في الاسم مع اتحاد العلة فيهما، فإن كل ما قدر في المتخذ من العنب يقدر في المتخذ من غيرها. قال القرطبي : وهذا من أرفع أنواع القياس؛ لمساواة الفرع فيه للأصل في جميع أوصافه، مع موافقته لظهور النصوص الصحيحة. (وما أسكر منه الفرق) بالتحريك مكيلة تسع ستة عشر رطلا، وبالسكون تسعمائة وعشرون رطلا، (فملء الكف منه حرام) قال الطيبي : الفرق وملء الكف كلاهما عبارة عن التكثير والتقليل، لا التحديد، قال القرطبي : الأحاديث الواردة في هذا الباب على صحتها وكثرتها تبطل مذهب الكوفيين القائلين بأن الخمر لا يكون إلا من العنب، وما من غيره لا يسمى خمرا ولا يتناوله اسم الخمر، وهو مخالف للغة العرب وللسنة الصحيحة وللصحابة، لأنهم لما نزل تحريم الخمر فهموا أن الأمر بتجنب الخمر تحريم كل مسكر، ولم يفرقوا بين ما يتخذ من العنب ومن غيره، بل سووا بينهما، وحرموا كل ما يسكر نوعه، ولم يتوقفوا ولا استفصلوا ولم يشكل عليهم شيء من ذلك، بل بادروا إلى إراقة ما كان من عصير غير العنب، وهم أهل اللسان، وبلغتهم نزل القرآن، فلو كان عندهم فيه تردد لتوقفوا عن الإراقة حتى يستكشفوا ويستفصلوا ويتحققوا التحريم للنهي عن إضاعة المال، فلما بادروا للإتلاف علمنا أنهم فهموا التحريم نصا، فصار القائل بالتفريق سالكا غير سبيلهم، وإذا ثبت أن كل ذلك يسمى خمرا لزم تحريم قليله وكثيره مطلقا، قال: وأما الأحاديث التي تمسك بها المخالف، فلا شيء منها يثبت.

(د ت عن عائشة ). قال القرطبي : إسناده صحيح، ولذلك رمز المؤلف لصحته، ورواه مسلم عن ابن عمر بنحوه.




الخدمات العلمية