الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7120 - كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم يكن رطبات فتمرات ، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء (حم د ت) عن أنس. (ح)

التالي السابق


(كان يفطر) إذا كان صائما (على رطبات قبل أن يصلي) المغرب (فإن لم يكن رطبات) أي لم تتيسر (فتمرات) أي فيفطر على تمرات (فإن لم يكن تمرات) أي لم تتيسر (حسا حسوات من ماء) بحاء وسين مهملتين ، جمع حسوة بالفتح: المرة من الشراب. قال ابن القيم: في فطره عليها تدبير لطيف ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا يجد الكبد منها ما يجذبه ويرسله إلى القوى والأعضاء فيضعف ، والحلو أسرع شيئا وصولا إلى الكبد وأحبه إليها ،سيما الرطب ، فيشتد قبولها فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم ، فتنتبه بعده للطعام وتتلقاه بشهوة اه. وقال غيره في كلامه على هذا الحديث: هذا من كمال شفقته على أمته وتعليمهم ما ينفعهم ، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى لقبوله وانتفاع القوى ، سيما القوة الباصرة ، فإنها تقوى به ، وحلاوة رطب المدينة التمر ، ومرباهم عليه ، وهو عندهم قوت وأدم وفاكهة ، وأما الماء ، فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس ، فإذا رطبت بالماء انتفعت بالغذاء بعده ، ولهذا كان الأولى بالظامئ الجائع البداءة بشرب قليل ثم يأكل ، وفيه ندب الفطر على التمر ونحوه ، وحمله بعض الناس على الوجوب إعطاء للفظ الأمر حقه ، [ ص: 236 ] والجمهور على خلافه ، فلو أفطر على خمر أو لحم خنزير صح صومه

(ك عن أنس) وقال: على شرط مسلم ، وأقره الذهبي ، ورواه عنه أيضا أحمد والنسائي وغيرهما .



الخدمات العلمية