الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6368 - كلكم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان - البزار ) عن حذيفة - ح).

التالي السابق


(كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب) فلا يليق بمن أصله التراب الافتخار، والتكبر، والتجبر (لينتهين) اللام في جواب القسم، أي والله لينتهين (قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن) عطف على لينتهين، والضمير الفاعل العائد إلى أقوام هو واو الجمع المحذوف من ليكونن، يعني والله إن أحد الأمرين واقع لا محالة، إما الانتهاء أو كونهم (أهون على الله من الجعلان) دويبة سوداء قوتها الغائط، فإن شمت ريحا طيبة ماتت فليحذر كل عاقل من الاتكال على شرف نفسه وفضيلة آبائه، فإن ذلك يورث النقص، والانحطاط عن معالمهم، فنهايته الحسرة والندامة، وغايته العداوة، إذ كل يظهر مثالب الآخر ويثبت مفاخر نفسه فيؤدي لذلك، فلا ينبغي لعاقل الإعجاب بنفسهإن أكرمكم عند الله أتقاكم


والناس يجمعهم في الأنساب. . . وإنما اختلفوا في الفضل شتاتا



وقيل:


إذا افتخرت بآباء مضوا سلفا. . . قالوا صدقت ولكن بئس ما ولدوا



وقيل:


وليس فخار المرء إلا بنفسه. . . وإن عد آباء كراما ذوي نسب



وشرف النسب وإن كان له ثمرة فينبغي للمتصف به أن لا يعجب بنفسه، ولا يفاخر بحسبه، بل يهضم نفسه.

( البزار ) في مسنده (عن حذيفة) بن اليمان ، رمز المصنف لحسنه، وليس كما ذكر، فقد أعله الهيثمي بأن فيه الحسن بن الحسين المقري، وهو ضعيف.




الخدمات العلمية