الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6376 - كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم (حم ق ت ه) عن أبي هريرة .

التالي السابق


(كلمتان) أراد بالكلمة الكلام من قبيل كلمة الشهادة، وهو خبر، وخفيفتان وما بعده صفة، والمبتدأ سبحان الله، ونكتة تقديم الخبر تشويق السامع للمبتدأ، (خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان) وصفها بالخفة والثقل لبيان قلة العمل وكثرة الثواب، وإشارة إلى رشاقتهما. قال الطيبي : الخفة مستعارة للسهولة، شبه سهولة جريها على اللسان بما خف على الحامل كنحو متاع فلا يثقله، ففيه إشارة إلى أن التكاليف صعبة شاقة ثقيلة وهذه سهلة مع كونها تثقل في الميزان كثقل المشاق، (حبيبتان) أي محبوبتان، والمراد أن قائلها محبوب (إلى الرحمن) لتضمنها المدح بالصفات السلبية المدلول عليها بالتنزيه وبالصفات الثبوتية التي يدل عليها الحمد، وخص الرحمن من الأسماء الحسنى تنبيها على سعة الرحمة، حيث يجازي على العمل القليل بثواب كثير جزيل. (سبحان الله) أي تنزيهه عما لا يليق به (وبحمده) الواو للحال، أي أسبحه متلبسا بحمدي له، أو عاطفة، أي أسبحه وأتلبس بحمده، والحمد مضاف إلى الفاعل، والمراد لازمه أو ما يوجبه (سبحان الله العظيم) وفيه جواز السجع إذا وقع بغير كلفة، وحث على المواظبة على الكلمتين وتحريض على ملازمتهما، وتعريض بأن جميع التكاليف صعبة شاقة على النفس ثقيلة وهذه خفيفة سهلة عليها مع أنها تثقل في الميزان ثقل غيرها من التكاليف فلا يليق تركها. روي أن عيسى عليه السلام سئل ما بال الحسنة تثقل والسيئة تخف؟ قال: لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها، فلذلك ثقلت عليكم، فلا يحملنكم ثقلها على تركها، فإن بذلك تثقل الموازين يوم القيامة، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها، فلذلك خفت عليكم، فلا يحملنكم على فعلها خفتها، فإن بذلك تخف الموازين يوم القيامة.

(حم ق ت عن أبي هريرة ) ورواه عنه النسائي في اليوم والليلة.




الخدمات العلمية