الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6429 - كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ليتسع ذوو الطول على من لا طول له، فكلوا ما بدا لكم، وأطعموا وادخروا - ت) عن بريدة - صح) .

التالي السابق


(كنت نهيتكم) نهي تنزيه أو تحريم (عن لحوم الأضاحي) أي عن إمساكها وادخارها والأكل منها (فوق ثلاث) من الأيام، ابتداؤها من يوم الذبح، أو من يوم النحر، وأوجبت عليكم التصديق بها عند مضي الثلاث، وإنما نهيتكم عن ذلك (ليتسع ذوو الطول) أي ليوسع أصحاب الغنى (على من لا طول له) أي على الفقراء (فكلوا ما بدا لكم) أي مدة بدو الأكل لكم، ولو فوق ثلاث، (وأطعموا وادخروا) فإنه لم يبق تحريم ولا كراهة، فيباح الآن الادخار فوق ثلاث، والأكل متى شاء مطلقا. قال القرطبي : وهذا الحديث ونحوه من الأحاديث الدافعة للمنع لم يبلغ من استمر على النهي كعلي وعمر وابنه، لأنها أخبار آحاد لا متواترة، وما هو كذلك يصح أن يبلغ بعض الناس دون بعض. قال النووي : وهذا من نسخ السنة بالسنة. قال ابن العربي : هذا من ناسخ الحديث ومنسوخه، وهو باب عسر أعسر من القرن، وقد كان أكلها مباحا ثم حرم ثم أبيح، ففيه رد على المعتزلة الذين يرون أن النسخ لا يكون إلا بالأخف لا الأثقل، وأي هذين أخف أو أثقل فقد نسخ أحدهما بالآخر. قالوا: ومحل جواز الأكل في التطوع لا المنذور.

(هـ عن بريدة ) وفي الباب عن علي وغيره.




الخدمات العلمية