الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6852 - كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء (ت ك) عن عائشة.

التالي السابق


(كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء) وفي لفظ: بعد وضوئه ، وحينئذ فلا يكره التنشف ، بل لا بأس به ، وعليه جمع ، وذهب آخرون إلى كراهته ؛ لأن ميمونة أتته بمنديل فرده ، ولما أخرجه الترمذي عن الزهري أن ماء الوضوء يوزن ، وأجاب الأولون بأنها واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال ، وبأنه إنما رده مخافة مصيره عادة ، ويمنع دلالته على الكراهة ، فإنه لولا أنه كان يتنشف لما أتته به ، وإنما رده لعذر كاستعجال ، أو لشيء رآه فيه ، أو لوسخ أو تعسف ريح ، وفي هذا الحديث إشعار بأنه كان لا ينفض ماء الوضوء عن أعضائه ، وفيه حديث ضعيف أورده الرافعي وغيره ولفظه: لا تنفضوا أيديكم في الوضوء كأنها مراوح الشيطان ، قال ابن الصلاح وتبعه النووي: لم أجده ، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء وابن أبي حاتم في العلل

(ت) في الطهارة (ك) كلاهما (عن عائشة) ظاهره أن مخرجه الترمذي خرجه وأقره والأمر بخلافه ، فإنه قال عقبه: ليس بالقائم ولا يصح عن النبي فيه شيء ، وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم ضعيف عندهم ، وقد رخص قوم من أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء ، وقال يحيى: أبو معاذ هذا لا يساوي فلسا ، والبخاري: منكر الحديث ، والرازي: صالح لا يعقل ما يحدث به ، والنسائي: متروك ، وابن حبان: يروي الموضوعات وينفرد بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به ، وممن جزم بضعف الحديث البغوي والدارقطني وابن القيم ، وقال ابن حجر في تخريج الهداية: سنده ضعيف.



الخدمات العلمية