الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6973 - كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما (ت ن هـ والضياء) عن أبي سعيد. (صح)

التالي السابق


(كان يتعوذ من الجان) أي يقول: أعوذ بالله من الجان (وعين الإنسان) من ناس ينوس إذا تحرك ، وذلك يشترك فيه الجن والإنس وعين كل ناظر (حتى نزلت) المعوذتان فلما نزلتا (أخذ بهما وترك ما سواهما) أي مما كان يتعوذ به من الكلام غير القرآن ، لما ثبت أنه كان يرقي بالفاتحة وفيهما الاستعاذة بالله ، فكان يرقي بها تارة ويرقي بالمعوذتين أخرى ، لما تضمنتاه من الاستعاذة من كل مكروه ، إذ الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه: في الأشباح والأرواح ، والاستعاذة من شر الغاسق (وهو الليل وآيته أو القمر إذا غاب) يتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة ، والاستعاذة من شر النفاثات تتضمن الاستعاذة من شر السواحر وسحرهن ، والاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من شر النفوس الخبيثة المؤذية ، والسورة الثانية تتضمن الاستعاذة من شر الإنس والجن ، فجمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ، فكانتا جديرتين بالأخذ بهما وترك ما عداهما. قال ابن حجر: هذا لا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين ، بل يدل على الأولوية ، سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما ، وإنما اكتفى بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الكلم ، والاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا

(ت ن هـ والضياء) المقدسي في المختارة (عن أبي سعيد) الخدري ، وقال الترمذي: حسن غريب.



الخدمات العلمية