وَيَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ بِالْأَخْبَارِ
، فَجَعَلَ آخِرَهُ أَوَّلَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَيْسَ هَكَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِشَاعِرٍ ، وَهَذَا لَا يُعَارِضُ الْحَدِيثَ الْمَشْرُوحَ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّمَثُّلِ فِيهِ الْإِتْيَانُ بِمَادَّةِ الْبَيْتِ أَوِ الْمِصْرَاعِ [ ص: 203 ] وَجَوْهَرِ لَفْظِهِ دُونَ تَرْتِيبِهِ الْمَوْزُونِ ، هَذَا بَعْدَ الْإِغْمَاضِ وَفَرْضِ صِحَّةِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ ، وَإِلَّا فَقَدْ قَالَ الْبَعْضُ: لَمْ أَرَ لَهُ إِسْنَادًا ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ كَمَا زَعَمَهُ بَعْضُهُمْويأتيك من لم تزود بالأخبار
، فجعل آخره أوله ، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله ، فقال: ما أنا بشاعر ، وهذا لا يعارض الحديث المشروح ؛ لأن المراد بالتمثل فيه الإتيان بمادة البيت أو المصراع [ ص: 203 ] وجوهر لفظه دون ترتيبه الموزون ، هذا بعد الإغماض وفرض صحة هذه الرواية ، وإلا فقد قال البعض: لم أر له إسنادا ، ولم يسنده ابن كثير في تفسيره كما زعمه بعضهم