الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7287 - لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة (عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا) عن مكحول مرسلا. (ض)

التالي السابق


(لغزوة) مبتدأ خصص بالصفة وهي (في سبيل الله) فتقديره: لغزوة كائنة في سبيل الله ، فاللام للتأكيد ، وقال ابن حجر: للقسم ، أي والله لغزوة (أحب إلي من أربعين حجة) ليس هذا تفضيلا للجهاد على الحج ولا بد ، فإن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ، والعمل المعين قد يكون أفضل في حق إنسان ، وغيره أفضل في حق آخر ، فالشجاع الباسل المشهور المهاب للعدو ، وقوفه في الصف ساعة لجهاد العدو أفضل من أربعين حجة تطوعا ، والضعيف الحال غير الماهر في القتال الكثير المال ، حجة واحدة له أفضل من غزوة ، وولي الأمر المنصوب للحكم جلوسه لإنصاف المظلوم من الظالم أفضل من عبادة ستين سنة ، وهذا الخبر وما أشبهه إنما يقع للمصطفى صلى الله عليه وسلم جوابا لسؤال شخص معين ، فيجيبه بما يناسبه ، كمريض يشكو لطبيب وجع بطنه ، له دواء يخصه كيلا يرشده إلا إليه ، ولو قيل له استعمل دواء الصداع لضره ، هكذا فافهم تدابير المصطفى صلى الله عليه وسلم

(عبد الجبار الخولاني في تاريخ) مدينة (داريا) بفتح الدال والراء وشد المثناة التحتية بعدها ألف كما في المعجم ، وهكذا ضبطه المؤلف بخطه ، وفي بعض التواريخ (دارايا) بزيادة ألف بين الراء والياء ، وهي قرية بالغوطة ، ينسب إليها جماعة من العلماء والزهاد ، منهم أبو سليمان الداراني العارف المشهور (عن مكحول مرسلا) وهو أبو عبد الله الشامي ، الفقيه الثقة الزاهد العابد ، كان كثير الإرسال ، مات سنة بضع عشرة ومائة.



الخدمات العلمية