الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7531 - ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا ، فإن لم يأكله أصابه من غباره (د هـ ك) عن أبي هريرة . (صح)

التالي السابق


(ليأتين) اللام جواب قسم محذوف (على الناس زمان لا يبقى منهم) أي من الناس (أحد إلا أكل الربا) الخالص (فإن لم يأكله أصابه من غباره) أي يحيق به ويصل إليه من أثره ، بأن يكون موكلا أو متوسطا فيه أو كاتبا أو شاهدا أو معامل المرابي أو من عامل معه وخلط ماله بماله ، ذكره البيضاوي ، وقال الطيبي : قوله "إلا أكل" المستثنى صفة لــ "أحد" ، والمستثنى منه أعم عام الأوصاف: نفى جميع الأوصاف إلا الأكل ، ونحن نرى كثيرا من الناس لم يأكل حقيقة ، فينبغي أن يجري على عموم المجاز فيشمل الحقيقة والمجاز ، ولذلك أتبعه بالفاء التفصيلية بقوله "فإن لم يأكله" حقيقة أكله مجازا ، وفي رواية: من بخاره ، وهو ما ارتفع من الماء من الغليان كالدخان ، والماء لا يغلي إلا بنار توقد تحته ، ولما كان المال المأكول من الربا يصير نارا يوم القيامة يغلي منه دماغ آكله ويخرج منه بخار ، ناسب جعل البخار من أكل الربا ، والبخار والغبار إذا ارتفعا من الأرض أصابا كل من حضر وإن لم يأكل ، ووجه النسبة بينهما أن الغبار إذا ارتفع من الأرض أصاب كل من حضر ، وإن لم يكن هو أثاره ، كما يصيب البخار إذا انتثر من حضر ، وإن لم يتسبب فيه ، وهذا من معجزاته ، فقل من يسلم في هذا الوقت من أكل الربا الحقيقي فضلا عن غباره

(د) في الربا (هـ ك) في البيع ، من حديث الحسن البصري (عن أبي هريرة ) ورواه عنه أيضا أحمد ، قال الحاكم : صحيح ، قال الذهبي في التلخيص: إن صح سماع الحسن من أبي هريرة ، وقال في المهذب: لم يصح للانقطاع .



الخدمات العلمية