الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7740 - ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض ، مما يرون من ثواب أهل البلاء والضياء ) عن جابر . (ح)

التالي السابق


(ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض) أي يتمنى أهل العافية في الدنيا يوم القيامة قائلين: ليت جلودنا كانت قرضت بالمقاريض فلنا الثواب المعطى على البلاء ، فاختير في الحديث الغيبة على التكلم لأنه أقل إحواجا إلى التقدير ، فعلى هذا مفعول "يود" محذوف ، وذلك (مما يرون من ثواب أهل البلاء) لأن الله سبحانه طهرهم في الدنيا من موادهم الخبيثة بأنواع البلايا والرزايا ، فلقوه وقد خلصت سبيكة إيمانهم من الخبث في دار الخبث ، فصلحوا حينئذ لجواره ومساكنته في دار كرامته ، فيصب عليهم فيها الإنعام صبا ، وأما من لم يتطهر من مواده الخبيثة في دار الخبث فتطهره النار ، إذ حكمته تعالى تأبى أن يجاوره أحد في دار كرامته وهو متلطخ بخبائثه ، ومن تحقق بعلم ذلك انفتح له باب الرضى والتسليم ، ومن ثم قال بعض العارفين: لو كشف للمبتلى عن سر سريان الحكمة في البلاء لم يرض إلا به

(ت) في الزهد ( والضياء ) في المختارة (عن جابر ) قال الترمذي : غريب اه ، وفيه عبد الرحمن بن معزاء ، قال في الكاشف: وثقه أبو زرعة ، ولينه ابن عدي ، وقال المناوي : إسناده حسن.



الخدمات العلمية