الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7801 - ما أخشى عليكم الفقر ، ولكني أخشى عليكم التكاثر ، وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكني أخشى عليكم التعمد (ك هب) عن أبي هريرة . (ض)

التالي السابق


(ما أخشى عليكم الفقر) الذي بخوفه تقاطع أهل الدنيا وتدابروا وحرصوا وادخروا (ولكن أخشى عليكم التكاثر) يعني ليس خوفي عليكم من الفقر ، ولكن خوفي من الغنى الذي هو مطلوبكم ، قال بعضهم: سبب خشيته علمه أن الدنيا ستفتح عليهم ويحصل لهم الغنى بالمال ، وذلك من أعلام نبوته ، لأنه إخبار عن غيب وقع ، وقال الطيبي : اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان في الشفقة على أصحابه كالأب ، لكن حاله في أمر المال يخالف حال الوالد ، وأنه لا يخشى عليهم الفقر كما يخافه الوالد ، بل يخشى عليهم الغنى الذي هو مطلوب الوالد لولده ، وقال بعضهم: أشار بهذا إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى ، لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني غالبا ، والتعريف في الفقر إما للعهد ، وهو الفقر الذي كان الصحب عليه من الإعدام والقلة قبل الفتوحات ، وإما للجنس ، وهو الفقر الذي يعرفه كل أحد (وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكن أخشى عليكم التعمد) فيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى ، قالوا: قال ذلك لأصحابه ، وهو آية الشاكرين ، فما بالك بغيرهم من المساكين ؟

(ك) في التفسير (هب) كلاهما (عن أبي هريرة ) قال الحاكم : على شرط مسلم ، وأقره الذهبي ، وظاهر كلامه أنه لا يوجد مخرجا لأعلى ممن ذكر ولا أحق بالعزو إليه ، وليس كذلك ، فقد خرجه الإمام أحمد باللفظ المذكور عن أبي هريرة المزبور ، قال المنذري والهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أحمد أيضا عن المسور بن مخرمة ، وزاد بيان سببه.



الخدمات العلمية