الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7811 - ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله (هـ) عن أبي أمامة . (ح)

التالي السابق


(ما استفاد المؤمن) أي ما ربح (بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة) قال الطيبي : جعل التقوى نصفين: نصفا تزوجا ونصفا غيره ، وذلك لأن في التزويج التحصين عن الشيطان ، وكسر التوقان ، ودفع غوائل الشهوة ، وغض البصر ، وحفظ الفرج ، وقوله (إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها) لصونها من الزنا ومقدماته ، بيان لصلاحها على سبيل التقسيم ، لأنه لا يخلو من أن يكون الزوج حاضرا ، فافتقاره إليها إما أن يكون في الخدمة بمهنة البيت والمداعبة والمباشرة ، فتكون مطيعة فيما أمرها وذات جمال ودلال فيداعبها وتنقاد إذا أراد مباشرتها. أو غائبا فتحفظ ما يملك الزوج من نفسها ، بأن لا تخونه في نفسها وماله ، وإذا كان حالها في الغيبة على هذا ففي الحضور أولى ، وهذه ثمرة صلاحها ، وإن كانت ضعيفة الدين قصرت في صيانة نفسها وفرجها ، وأزرت بزوجها وسودت وجهه بين الناس وشوشت قلبه ، ونغص بذلك عيشه ، فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ومحنة ، أو سبيل التساهل كان متهاونا في دينه وعرضه ، وإن كانت مع الفساد جميلة كان البلاء أشد لمشقة مفارقتها عليه (وماله) قال ابن حجر : هذا الحديث ونحوه من الأحاديث المرغبة في التزوج ، وإن كان في كثير منها ضعف ، فمجموعها يدل على أن لما يحصل به المقصود من الترغيب في التزوج أصلا ، لكن في حق من يتأتى منه النسل كما تقدم

(هـ عن أبي أمامة ) رمز المصنف لحسنه ، وليس كما قال ، فقد ضعفه المنذري بعلي بن يزيد ، وقال ابن حجر في فتاويه: سنده ضعيف ، لكن له شاهد يدل على أن له أصلا اه ، ووجه ضعفه أن فيه ابن هشام بن عمار وفيه كلام ، وعثمان بن أبي عاتكة ، قال في الكاشف: ضعفه النسائي ووثق ، وعلي بن زيد ، ضعفه أحمد وغيره.



الخدمات العلمية