الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        الجامع لأحكام الوقف والهبات والوصايا

        خالد المشيقح - أ.د/ خالد بن علي بن محمد المشيقح

        صفحة جزء
        المسألة الثالثة: تعريف العطية في اللغة، والاصطلاح

        أولا: تعريف العطية لغة:

        قال ابن فارس: "العين والطاء والحرف المعتل أصل واحد صحيح يدل على أخذ ومناولة، لا يخرج الباب عنهما، فالعطو: التناول باليد.

        قال امرؤ القيس:


        وتعطو برخص غير شثن كأنه أساريع ظبي أو مساويك إسحل

        يصف المرأة أنها تسوك، والظبي يعطو، وذلك إذا رفع يديه متطاولا إلى الشجرة ليتناول الورق، وقال:


        تخل بقرنيها برير أراكة     وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها

        قال الخليل: ومنه اشتق الإعطاء.

        والمعاطاة: المناولة، ويقال: عاطى الصبي أهله، إذا عمل وناول ما أرادوا.

        والعطاء: اسم لما يعطى، وهي العطية، والجمع عطايا، وجمع العطايا: أعطية، قال:


        تعاطيه أحيانا إذا جيد جودة     رضابا كطعم الزنجبيل المعسل

        ثانيا: تعريف العطية في الاصطلاح:

        عند الحنفية: العطية والهبة مترادفان.

        [ ص: 36 ] وعند المالكية: العطية تمليك متمول بغير عوض إنشاء.

        فيدخل في ذلك: العارية، والحبس، والعمرى، والصدقة، والهبة.

        وعند الشافعية هي: تبرع الإنسان بماله على غيره، وتنقسم إلى:

        1 - عطية بعد الموت وهي الوصية.

        2 - عطية في الحياة، وهي قسمان:

        الأول: الصدقات المحرمات، وهي الوقف.

        الثاني: تمليك محض، وهي الهبة، والهدية، والصدقة.

        وعند الحنابلة: أنها نوع من أنواع الهبة.

        جاء في كشاف القناع: "وأنواع الهبة: صدقة، وهدية، ونحلة، وهي العطية، ومعانيها متقاربة، وكلها تمليك في الحياة بلا عوض، تجري فيها أحكامها، أي: أحكام كل واحدة من هذه المذكورات تجري في البقية".

        وخصها بعض العلماء بالهبة في مرض الموت.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية