قال الله عز وجل: الهبة لها حكم كثيرة، منها: امتثال أمر الله، وأمر رسوله والاقتداء به،، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .
ويدخل في ذلك الهبة.
(7 ) ولما روى من طريق البخاري هشام، عن أبيه، عن رضي الله عنها قالت: عائشة "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها".
ولما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، ولما فيها من الاتصاف بصفات الكمال، ولهذا وصف الله بها نفسه، قال الله تعالى: أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ، وقال تعالى: إنك أنت الوهاب .
ولما فيها من قال الله عز وجل: تعويد النفس على صفات الكرم، وحسن الخلق، والبعد عن صفات الشح والبخل، ومن يوق شح نفسه، فأولئك هم المفلحون .
[ ص: 43 ] ولما فيها من حسن الثناء في الدنيا بالكرم والجود.
ولما فيها من بر الوالدين وصلة الرحم، بالتهادي بين الأقارب، وإكرام الجار، ونفع المسلمين، ولأنها تولد المحبة والألفة، وتسل سخائم القلوب وضغائنها.
(8 ) لما رواه في الأدب المفرد من طريق البخاري ضمام بن إسماعيل، قال: سمعت عن موسى بن وردان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة "تهادوا تحابوا".
[ ص: 44 ] (9 ) وما رواه من طريق البزار حميد بن حماد بن أبي الخوار، ثنا عائذ بن شريح قال: سمعت رضي الله عنه يقول: قال رسول الله: أنس بن مالك "يا معشر الأنصار تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة، لو أهدي إلي كراع لقبلته، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت".
[ ص: 45 ] (10 ) وما رواه من طريق الإمام أحمد أبي معشر، عن سعيد، عن رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: أبي هريرة، "تهادوا، فإن الهدية تذهب وغر الصدر".
[ ص: 46 ] (11 ) وما رواه في الأدب المفرد: حدثنا البخاري موسى، قال: حدثنا عن سليمان بن المغيرة، ثابت قال: كان رضي الله عنه يقول: "يا بني تباذلوا بينكم; فإنه أود لما بينكم" (صحيح ) . أنس بن مالك
قال الشاعر:
إن الهدايا لها حظ إذا وردت أحظى من الابن عند الوالد الحدب
ولما في ذلك من اكتساب الأجر عند الله عز وجل.ولما قد تضمنه من تفريج كربة المسلم، وسد حاجته.
ولما في ذلك من التأليف على الإسلام بالإهداء إلى المشركين، وقبول الهدية منهم.
ولما في ذلك من الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإهداء إلى أهل المعاصي.
[ ص: 47 ] ولما في ذلك من حسن العشرة الزوجية بالتهادي بين الزوجين.
وفي الأمثال: إذا قدمت من سفرك فأهد إلى أهلك ولو حجرا.
وقال الفضل بن سهيل: "ما استرضي الغضبان، ولا استعطف السلطان، ولا سلت السخائم، ولا دفعت المغارم، ولا استميل المحبوب، ولا توقي المحذور بمثل الهدية".
وفي كلام بعضهم: يفرح بالهدية خمسة: "المهدي إذا وفق للفضل، والمهدى إليه إذا أهل لذلك، والحمال إذا حملها، والملكان إذ يكتبان الحسنات".