ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة على النار وأنت ترى أن ساحة المسجد لا تنقبض بالنخامة ومعناه أن ، روح المسجد كونه ، معظما ورمي النخامة فهو تحقير له ؛ فيضاد معنى المسجدية ، مضادة النار ; لاتصال أجزاء الجلدة ، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم  " أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام  أن يحول رأسه رأس حمار " وذلك من حيث الصورة لم يكن قط ، ولا يكون ، ولكن من حيث المعنى هو كائن ، إذ رأس الحمار لم يكن بحقيقته لكونه وشكله ، بل بخاصيته وهي البلادة والحمق ، ومن رفع رأسه قبل الإمام فقد صار رأسه رأس حمار في معنى البلادة والحمق ، وهو المقصود دون الشكل الذي هو قالب المعنى . 
إذ من غاية الحمق أن يجمع بين الاقتداء وبين التقدم فإنهما متناقضان . 
وإنما يعرف أن هذا السر على خلاف الظاهر إما بدليل عقلي أو شرعي . 
أما العقلي فأن يكون حمله على الظاهر غير ممكن كقوله صلى الله عليه وسلم :  " قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن  . 
     	
		
				
						
						
