الثاني : أحوج ما أكون إلى العفو فقد قال تعالى في بعض الكتب القديمة أن يخوف نفسه بعقاب الله ، وهو أن يقول : قدرة الله علي أعظم من قدرتي على هذا الإنسان ، فلو أمضيت غضبي عليه لم آمن أن يمضي الله غضبه علي يوم القيامة ، يا ابن آدم ، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ، فلا أمحقك فيمن أمحق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيفا إلى حاجة فأبطأ عليه ، فلما جاء ، قال : لولا القصاص لأوجعتك .
أي القصاص في القيامة وقيل : ما كان في بني إسرائيل ملك إلا ومعه حكيم إذا غضب أعطاه صحيفة فيها : ارحم المسكين ، واخش الموت ، واذكر الآخرة ، فكان يقرؤها حتى يسكن غضبه .
[ ص: 21 ]