الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الخامس : أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام ، ويمنعه من كظم الغيظ ، ولا بد وأن يكون له سبب ; مثل قول الشيطان له : إن هذا يحمل منك على العجز ، وصغر النفس ، والذلة ، والمهانة ، وتصير حقيرا في أعين الناس فيقول لنفسه ما أعجبك تأنفين من الاحتمال الآن ، ولا تأنفين من خزي يوم القيامة ، والافتضاح إذا أخذ هذا بيدك ، وانتقم منك ، وتحذرين من أن تصغري في أعين الناس ، ولا تحذرين من أن تصغري عند الله والملائكة ، والنبيين فمهما كظم الغيظ ، فينبغي أن يكظمه لله ، وذلك يعظمه عند الله ، فما له وللناس ، وذل من ظلمه يوم القيامة أشد من ذله لو انتقم الآن ; أفلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة : ليقم من أجره على الله ، فلا يقوم إلا من عفا فهذا وأمثاله من معارف الإيمان ينبغي أن يكرره على قلبه .

التالي السابق


(الخامس: أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام، ويمنعه من كظم الغيظ، ولا بد وأن يكون له سبب; مثل قول الشيطان له: إن هذا يحمل منك على العجز، وصغر النفس، والذلة، والمهانة، وتصير حقيرا في أعين الناس) ، فإذا علم من نفسه أن الشيطان قد [ ص: 22 ] وسوس له بمثل ذلك (فليقل لنفسه) مخاطبا لها: (ما أعجبك تأنفين من الاحتمال الآن، ولا تأنفين من خزي يوم القيامة، والافتضاح إذا أخذ هذا بيدك، وانتقم منك، وتحذرين من أن تصغري في أعين الناس، ولا تحذرين من أن تصغري عند الله، وعند الملائكة، والنبيين) على رؤوس الأشهاد، (فمهما كظم الغيظ، فينبغي أن يكظمه لله، وذلك) الذي (يعظمه عند الله، فما له وللناس، وذل من ظلمه يوم القيامة أشد من ذله لو انتقم الآن; أفلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة: ألا ليقم من أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا) عن أخيه في مظلمة، كما ورد ذلك في الخبر، وتقدم ذكره .

(فهذا - وأمثاله - من معارف الإيمان ينبغي أن يقرره على قلبه) ، ويعرضه عليه مرارا حتى يتقرر فيه .




الخدمات العلمية