الخامس : أن ، ولا بد وأن يكون له سبب ; مثل قول الشيطان له : إن هذا يحمل منك على العجز ، وصغر النفس ، والذلة ، والمهانة ، وتصير حقيرا في أعين الناس فيقول لنفسه ما أعجبك تأنفين من الاحتمال الآن ، ولا تأنفين من خزي يوم القيامة ، والافتضاح إذا أخذ هذا بيدك ، وانتقم منك ، وتحذرين من أن تصغري في أعين الناس ، ولا تحذرين من أن تصغري عند الله والملائكة ، والنبيين فمهما كظم الغيظ ، فينبغي أن يكظمه لله ، وذلك يعظمه عند الله ، فما له وللناس ، وذل من ظلمه يوم القيامة أشد من ذله لو انتقم الآن ; أفلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة : ليقم من أجره على الله ، فلا يقوم إلا من عفا فهذا وأمثاله من معارف الإيمان ينبغي أن يكرره على قلبه . يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام ، ويمنعه من كظم الغيظ