وقال عيسى عليه السلام : لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا ، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه ، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة ، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : يا معشر الحواريين ، إني قد كببت لكم الدنيا على وجهها ، فلا تنعشوها بعدي ، فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها ، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها ، ألا فاعبروا الدنيا ، ولا تعمروها ، واعلموا أن ورب شهوة ساعة أورثت أهلها حزنا طويلا . أصل كل خطيئة حب الدنيا ،
وقال أيضا بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها فلا ينازعنكم فيها الملوك والنساء ، فأما الملوك ، فلا تنازعوهم الدنيا ; فإنهم لن يعرضوا لكم ما تركتموهم ودنياهم ، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة وقال أيضا الدنيا طالبة ومطلوبة ; فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنقه وقال موسى ابن يسار قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وإنه ، منذ خلقها لم ينظر إليها .
وروي أن سليمان بن داود عليهما السلام مر في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله ، قال : فمر بعابد من بني إسرائيل ، فقال : والله يا ابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما ، قال : فسمع سليمان وقال : ابن داود فإن ما أعطي لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أعطي ابن داود يذهب ، والتسبيحة تبقى .
وقال صلى الله عليه وسلم : وقال صلى الله عليه وسلم إن : الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له وعليها يعادي من لا علم له ، وعليها يحسد من لا فقه له ، ولها يسعى من لا يقين له وقال صلى الله عليه وسلم : ألهاكم التكاثر ، يقول ابن آدم : مالي ، مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأبقيت . من أصبح والدنيا أكبر همه ، فليس من الله في شيء وألزم الله قلبه أربع خصال هما لا ينقطع عنه أبدا ، وشغلا لا يتفرغ منه أبدا ، وفقرا لا يبلغ غناه أبدا ، وأملا لا يبلغ منتهاه أبدا