الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مثال آخر للدنيا في لين موردها ، وخشونة مصدرها : اعلم أن أوائل الدنيا تبدو هينة لينة ، يظن الخائض فيها أن حلاوة خفضها كحلاوة الخوض فيها ، وهيهات ، فإن الخوض في الدنيا سهل ، والخروج منها مع السلامة شديد ، وقد كتب علي رضي الله عنه إلى سلمان الفارسي بمثالها ، فقال : مثل الدنيا مثل الحية ؛ لين مسها ويقتل سمها ، فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها بما أيقنت من فراقها ، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها ، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه ، والسلام .

التالي السابق


(مثال آخر للدنيا في لين موردها، وخشونة مصدرها: اعلم) - وفقك الله تعالى - (أن أوائل أمر الدنيا تبدو هينة لينة، يظن الخائض فيها أن حلاوة خفضها كحلاوة الخوض فيها، وهيهات، فإن الخوض في الدنيا سهل، والخروج منها مع السلامة) للدين (شديد، وقد كتب علي - رضي الله عنه - إلى سلمان الفارسي) - رضي الله عنه - (بمثالها، فقال: مثل الدنيا مثل الحية؛ لين مسها، وتقتل بسمها) ، وبين المس والسم جناس القلب (فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما أيقنت) به (من فراقها، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه، والسلام) ، وهذا الكتاب كتبه إليه قبل أيام خلافته .

ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة، ولفظه: أما بعد، فإن مثل الدنيا مثل الحية; لين مسها، قاتل سمها، فذكره .

وفيه: وكن آنس ما تكون فيها، أحذر ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته منه إلى محذور، أو إلى إيناس أزالته عنه بإيحاش، وفي رواية: أزاله عنه إيحاش، والمقصود من إيراد هذا الكلام: تشبيه الدنيا بالحية في لين المس، ونفث السم، وقد قال الشاعر في ذلك:


هي دنيا كحية تنفث الس م، وإن كانت المجسة لانت






الخدمات العلمية