القسم الثاني ، وهو المقابل له على الطرف الأقصى كل ما فيه حظ عاجل ولا ثمرة له في الآخرة أصلا ; كالتلذذ بالمعاصي كلها ، والتنعم بالمباحات الزائدة على قدر الحاجات والضرورات ، الداخلة في جملة الرفاهية والرعونات كالتنعم بالقناطير المقنطرة من الذهب ، والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والغلمان والجواري والخيول ، والمواشي والقصور ، والدور ، ورفيع الثياب ، ولذائذ الأطعمة فحظ العبد من هذا كله هي وفيما يعد فضولا أو في ، محل الحاجة نظر طويل إذ روي عن الدنيا المذمومة ، رضي الله عنه أنه استعمل أبا الدرداء على عمر حمص فاتخذ كنيفا أنفق عليه درهمين فكتب إليه عمر من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عويمر قد كان لك في بناء فارس والروم ما تكتفي به عن عمران الدنيا حين أراد الله خرابها ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فقد سيرتك إلى دمشق أنت وأهلك فلم يزل بها حتى مات فهذا رآه فضولا من الدنيا ، فتأمل فيه .