وحكي أن قوما من العرب جاءوا إلى قبر بعض أسخيائهم للزيارة ، فنزلوا عند قبره ، وباتوا عنده ، وقد كانوا جاءوا من سفر بعيد ، فرأى رجل منهم في النوم صاحب القبر وهو يقول له : هل لك أن تبادل بعيرك بنجيبي وكان السخي الميت قد خلف نجيبا معروفا به ; ولهذا الرجل بعير سمين ، فقال له في النوم : نعم فباعه في النوم بعيره بنجيبه فلما وقع بينهما العقد عمد هذا الرجل إلى بعيره ، فنحره في النوم ، فانتبه الرجل من نومه ، فإذا الدم يثج من نحر بعيره ، فقام الرجل ، فنحره ، وقسم لحمه فطبخوه ، وقضوا حاجتهم منه ، ثم رحلوا ، وساروا ، فلما كان اليوم الثاني ، وهم في الطريق استقبلهم ركب ، فقال رجل منهم : من فلان بن فلان منكم باسم ذلك الرجل فقال أنا ، فقال له : هل بعت من فلان بن فلان شيئا ، وذكر الميت صاحب القبر قال : نعم بعت بعيري بنجيبه في النوم ، فقال : خذ هذا نجيبه ، ثم قال : هو أبي ، وقد رأيته في النوم ، وهو يقول : إن كنت ابني فادفع نجيبي إلى فلان بن فلان ، وسماه .
وقدم رجل من قريش من السفر ، فمر برجل من الأعراب على قارعة الطريق قد أقعده الدهر وأضر به المرض ، فقال : يا هذا ، أعنا على الدهر ، فقال الرجل لغلامه : ما بقي معك من النفقة فادفعه إليه ، فصب الغلام في حجر الأعرابي أربعة آلاف درهم ، فذهب لينهض فلم يقدر من الضعف فبكى ، فقال له الرجل : ما يبكيك ? لعلك استقللت ما أعطيناك ، قال : لا ، ولكن ذكرت ما تأكل الأرض من كرمك فأبكاني .
واشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق بتسعين ألف درهم ، فلما كان الليل سمع بكاء أهل
خالد ، فقال لأهله : ما لهؤلاء ? قالوا : يبكون لدارهم فقال : يا غلام ، ائتهم فأعلمهم أن المال والدار لهم جميعا .
وقيل بعث :
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد إلى مالك بن أنس رحمه الله بخمسمائة دينار فبلغ ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد فأنفذ إليه ألف دينار ، فغضب
هارون ، وقال أعطيه : خمسمائة ، وتعطيه ألفا ، وأنت من رعيتي ? فقال : يا أمير المؤمنين ، إن لي من غلتي كل يوم ألف دينار فاستحييت أن أعطي مثله أقل من دخل يوم وحكي أنه
nindex.php?page=treesubj&link=23468لم تجب عليه الزكاة مع أن دخله كل يوم ألف دينار وحكي أن امرأة سألت
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد رحمة الله عليه شيئا من عسل فأمر لها بزق من عسل ، فقيل له : إنها كانت تقنع بدون هذا ، فقال : إنها سألت على قدر حاجتها ونحن نعطيها ، على قدر النعمة علينا وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد لا يتكلم كل يوم حتى يتصدق على ثلثمائة وستين مسكينا .
وقال الأعمش اشتكت شاة عندي ، فكان
nindex.php?page=showalam&ids=15849خيثمة بن عبد الرحمن يعودها بالغداة والعشي ، ويسألني هل استوفت علفها ? وكيف صبر الصبيان منذ فقدوا لبنها ? وكان تحتي لبد أجلس عليه ، فإذا خرج ، قال : خذ ما تحت اللبد حتى وصل إلي في علة الشاة أكثر من ثلثمائة دينار من بره حتى تمنيت أن الشاة لم تبرأ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان لأسماء بن خارجة بلغني عنك خصال فحدثني بها ، فقال : هي من غيري أحسن منها مني فقال عزمت عليك إلا حدثتني بها فقال : يا أمير المؤمنين ، ما مددت رجلي بين يدي جليس لي قط ، ولا صنعت طعاما قط فدعوت عليه قوما إلا كانوا أمن علي مني عليهم ، ولا نصب لي رجل وجهه قط يسألني شيئا فاستكثرت شيئا أعطيه إياه .
ودخل
سعيد بن خالد على
nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك وكان
سعيد رجلا جوادا فإذا لم يجد شيئا كتب لمن سأله صكا على نفسه حتى يخرج عطاؤه فلما نظر إليه سليمان تمثل بهذا البيت فقال .
إني سمعت مع الصباح مناديا يا من يعين على الفتى المعوان
ثم قال : ما حاجتك ? قال : ديني ، قال : وكم هو ? قال : ثلاثون ألف دينار ، قال : لك دينك ، ومثله .
وقيل : مرض
قيس بن سعد بن عبادة فاستبطأ إخوانه فقيل له : إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين ، فقال : أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة ، ثم أمر مناديا ، فنادى : من كان عليه
لقيس بن سعد حق ، فهو منه بريء . قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من زاره وعاده .
عن أبي إسحاق قال : صليت العصر في مسجد الأشعث
بالكوفة أطلب غريما لي ، فلما صليت ، وضع بين يدي حلة ونعلان ، فقلت : لست من أهل هذا المسجد فقالوا : إن
الأشعث بن قيس الكندي قدم البارحة من
مكة ، فأمر لكل من صلى في المسجد بحلة ونعلين .
وقال الشيخ أبو سعد الحركوشي النيسابوري رحمه الله سمعت
محمد بن محمد الحافظ يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي المجاور
بمكة يقول : كان
بمصر رجل عرف بأن يجمع للفقراء شيئا ، فولد لبعضهم مولود قال فجئت إليه وقلت له ولد لي ، مولود ، وليس معي شيء ، فقام معي ودخل على جماعة ، فلم يفتح بشيء ، فجاء إلى قبر رجل ، وجلس عنده ، وقال : رحمك الله ; كنت تفعل ، وتصنع وإني درت اليوم على جماعة فكلفتهم دفع شيء لمولود ، فلم يتفق لي شيء . قال : ثم قام ، وأخرج دينارا وقسمه ، نصفين ، وناولني نصفه ، وقال : هذا دين عليك إلى أن يفتح الله عليك بشيء ، قال : فأخذته ، وانصرفت ، فأصلحت ما اتفق لي به قال ، فرأى ذلك المحتسب تلك الليلة ذلك الشخص في منامه ، فقال : سمعت جميع ما قلت ، وليس لنا إذن في الجواب ، ولكن احضر منزلي ، وقل لأولادي يحفروا مكان الكانون ، ويخرجوا قرابة فيها خمسمائة دينار فاحملها ، إلى هذا الرجل ، فلما كان من الغد تقدم إلى منزل الميت ، وقص عليهم القصة ، فقالوا له : اجلس ، وحفروا الموضع ، وأخرجوا الدنانير ، وجاءوا بها فوضعوها بين يديه ، فقال هذا مالكم ، وليس لرؤياي حكم ، فقالوا : هو
nindex.php?page=treesubj&link=19913يتسخى ميتا ، ولا نتسخى نحن أحياء ، فلما ألحوا عليه حمل الدنانير إلى الرجل صاحب المولود ، وذكر له القصة ، قال : فأخذ منها دينارا فكسره نصفين ، فأعطاه النصف الذي أقرضه ، وحمل النصف الآخر ، وقال : يكفيني هذا ، وتصدق به على الفقراء ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد : فلا أدري ، أي هؤلاء أسخى .
وَحُكِيَ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ جَاءُوا إِلَى قَبْرِ بَعْضِ أَسْخِيَائِهِمْ لِلزِّيَارَةِ ، فَنَزَلُوا عِنْدَ قَبْرِهِ ، وَبَاتُوا عِنْدَهُ ، وَقَدْ كَانُوا جَاءُوا مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ ، فَرَأَى رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي النَّوْمِ صَاحِبَ الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ : هَلْ لَكَ أَنْ تُبَادِلَ بَعِيرَكَ بِنَجِيبِي وَكَانَ السَّخِيُّ الْمَيِّتُ قَدْ خَلَّفَ نَجِيبًا مَعْرُوفًا بِهِ ; وَلِهَذَا الرَّجُلِ بَعِيرٌ سَمِينٌ ، فَقَالَ لَهُ فِي النَّوْمِ : نَعَمْ فَبَاعَهُ فِي النَّوْمِ بَعِيرَهُ بِنَجِيبِهِ فَلَمَّا وَقَعَ بَيْنَهُمَا الْعَقْدُ عَمَدَ هَذَا الرَّجُلُ إِلَى بَعِيرِهِ ، فَنَحَرَهُ فِي النَّوْمِ ، فَانْتَبَهَ الرَّجُلُ مِنْ نَوْمِهِ ، فَإِذَا الدَّمُ يَثُجُّ مِنْ نَحْرِ بِعِيرِهِ ، فَقَامَ الرَّجُلُ ، فَنَحَرَهُ ، وَقَسَّمَ لَحْمَهُ فَطَبَخُوهُ ، وَقَضَوْا حَاجَتَهُمْ مِنْهُ ، ثُمَّ رَحَلُوا ، وَسَارُوا ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي ، وَهُمْ فِي الطَّرِيقِ اسْتَقْبَلَهُمْ رَكْبٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : مَنْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْكُمْ بِاسْمِ ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالَ أَنَا ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ بِعْتَ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ شَيْئًا ، وَذَكَرَ الْمَيِّتَ صَاحِبَ الْقَبْرِ قَالَ : نَعَمْ بِعْتُ بِعِيرِي بِنَجِيبِهِ فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ : خُذْ هَذَا نَجِيبُهُ ، ثُمَّ قَالَ : هُوَ أَبِي ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنْ كُنْتَ ابْنِي فَادْفَعْ نَجِيبِي إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ، وَسَمَّاهُ .
وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ السَّفَرِ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ قَدْ أَقْعَدَهُ الدَّهْرُ وَأَضَرَّ بِهِ الْمَرَضُ ، فَقَالَ : يَا هَذَا ، أَعِنَّا عَلَى الدَّهْرِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِغُلَامِهِ : مَا بَقِيَ مَعَكَ مِنَ النَّفَقَةِ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ ، فَصَبَّ الْغُلَامُ فِي حَجْرِ الْأَعْرَابِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَذَهَبَ لِيَنْهَضَ فَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الضَّعْفِ فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَا يُبْكِيكَ ? لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ مَا أَعْطَيْنَاكَ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ مَا تَأْكُلُ الْأَرْضُ مِنْ كَرَمِكَ فَأَبْكَانِي .
وَاشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ مِنْ خَالِدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ دَارَهُ الَّتِي فِي السُّوقِ بِتِسْعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ سَمِعَ بُكَاءَ أَهْلِ
خَالِدٍ ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ : مَا لِهَؤُلَاءِ ? قَالُوا : يَبْكُونَ لِدَارِهِمْ فَقَالَ : يَا غُلَامُ ، ائْتِهِمْ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ الْمَالَ وَالدَّارَ لَهُمْ جَمِيعًا .
وَقِيلَ بَعَثَ :
nindex.php?page=showalam&ids=14370هَارُونُ الرَّشِيدِ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ فَأَنْفَذَ إِلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَغَضِبَ
هَارُونُ ، وَقَالَ أُعْطِيهِ : خَمْسَمِائَةٍ ، وَتُعْطِيهِ أَلْفًا ، وَأَنْتَ مِنْ رَعِيَّتِي ? فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ لِي مِنْ غَلَّتِي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ دِينَارٍ فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُعْطِيَ مِثْلَهُ أَقَلَّ مِنْ دَخْلِ يَوْمٍ وَحُكِيَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=23468لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ مَعَ أَنَّ دَخْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ دِينَارٍ وَحُكِيَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ عَسَلٍ فَأَمَرَ لَهَا بِزِقٍّ مِنْ عَسَلٍ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهَا كَانَتْ تَقْنَعُ بِدُونِ هَذَا ، فَقَالَ : إِنَّهَا سَأَلَتْ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهَا وَنَحْنُ نُعْطِيهَا ، عَلَى قَدْرِ النِّعْمَةِ عَلَيْنَا وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ لَا يَتَكَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى يَتَصَدَّقَ عَلَى ثَلَثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ مِسْكِينًا .
وَقَالَ الْأَعْمَشُ اشْتَكَتْ شَاةٌ عِنْدِي ، فَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=15849خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعُودُهَا بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، وَيَسْأَلُنِي هَلِ اسْتَوْفَتْ عَلَفَهَا ? وَكَيْفَ صَبَرَ الصِّبْيَانُ مُنْذُ فَقَدُوا لَبَنَهَا ? وَكَانَ تَحْتِي لُبَدٌ أَجْلِسُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَرَجَ ، قَالَ : خُذْ مَا تَحْتَ اللُّبَدِ حَتَّى وَصَلَ إِلَيَّ فِي عِلَّةِ الشَّاةِ أَكْثَرُ مِنْ ثَلَثِمِائَةِ دِينَارٍ مِنْ بِرِّهِ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الشَّاةَ لَمْ تَبْرَأْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِأَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بَلَغَنِي عَنْكَ خِصَالٌ فَحَدِّثْنِي بِهَا ، فَقَالَ : هِيَ مِنْ غَيْرِي أَحْسَنُ مِنْهَا مِنِّي فَقَالَ عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا حَدَّثْتَنِي بِهَا فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا مَدَدْتُ رِجْلِي بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لِي قَطُّ ، وَلَا صَنَعْتُ طَعَامًا قَطُّ فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ قَوْمًا إِلَّا كَانُوا أَمَنَّ عَلَيَّ مِنِّي عَلَيْهِمْ ، وَلَا نَصَبَ لِي رَجُلٌ وَجْهَهُ قَطُّ يَسْأَلُنِي شَيْئًا فَاسْتَكْثَرْتُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ .
وَدَخَلَ
سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16044سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ
سَعِيدُ رَجُلًا جَوَادًا فَإِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا كَتَبَ لِمَنْ سَأَلَهُ صَكًّا عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَاؤُهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ تَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ .
إِنِّي سَمِعْتُ مَعَ الصَّبَاحِ مُنَادِيًا يَا مَنْ يُعِينُ عَلَى الْفَتَى الْمِعْوَانِ
ثُمَّ قَالَ : مَا حَاجَتُكَ ? قَالَ : دَيْنِي ، قَالَ : وَكَمْ هُوَ ? قَالَ : ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ ، قَالَ : لَكَ دَيْنُكَ ، وَمِثْلُهُ .
وَقِيلَ : مَرِضَ
قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَاسْتَبْطَأَ إِخْوَانَهَ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ يَسْتَحْيُونَ مِمَّا لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الدَّيْنِ ، فَقَالَ : أَخْزَى اللَّهُ مَالًا يَمْنَعُ الْإِخْوَانَ مِنَ الزِّيَارَةِ ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا ، فَنَادَى : مَنْ كَانَ عَلَيْهِ
لِقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ حَقٌّ ، فَهُوَ مِنْهُ بَرِيءٌ . قَالَ فَانْكَسَرَتْ دَرَجَتُهُ بِالْعَشِيِّ لِكَثْرَةِ مَنْ زَارَهُ وَعَادَهُ .
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فِي مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ
بِالْكُوفَةِ أَطْلُبُ غَرِيمًا لِي ، فَلِمَا صَلَّيْتُ ، وَضَعَ بَيْنَ يَدَيْ حُلَّةٌ وَنَعْلَانِ ، فَقُلْتُ : لَسْتُ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ فَقَالُوا : إِنَّ
الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ قَدِمَ الْبَارِحَةَ مِنْ
مَكَّةَ ، فَأَمَرَ لِكُلِّ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ بِحُلَّةٍ وَنَعْلَيْنِ .
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو سَعْدٍ الْحَرْكُوشِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ الْمُجَاوِرَ
بِمَكَّةَ يَقُولُ : كَانَ
بِمِصْرَ رَجُلٌ عُرِفَ بِأَنْ يَجْمَعَ لِلْفُقَرَاءِ شَيْئًا ، فَوُلِدَ لِبَعْضِهِمْ مَوْلُودٌ قَالَ فَجِئْتُ إِلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ وُلِدَ لِي ، مَوْلُودٌ ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ ، فَقَامَ مَعِي وَدَخَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ ، فَلَمْ يَفْتَحْ بِشَيْءٍ ، فَجَاءَ إِلَى قَبْرِ رَجُلٍ ، وَجَلَسَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ ; كُنْتَ تَفْعَلُ ، وَتَصْنَعُ وَإِنِّي دُرْتُ الْيَوْمَ عَلَى جَمَاعَةٍ فَكَلَّفْتُهُمْ دَفْعَ شَيْءٍ لِمَوْلُودٍ ، فَلَمْ يَتَّفِقْ لِي شَيْءٌ . قَالَ : ثُمَّ قَامَ ، وَأَخْرَجَ دِينَارًا وَقَسَمَهُ ، نِصْفَيْنِ ، وَنَاوَلَنِي نِصْفَهُ ، وَقَالَ : هَذَا دَيْنٌ عَلَيْكَ إِلَى أَنْ يُفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِشَيْءٍ ، قَالَ : فَأَخَذْتُهُ ، وَانْصَرَفْتُ ، فَأَصْلَحْتُ مَا اتَّفَقَ لِي بِهِ قَالَ ، فَرَأَى ذَلِكَ الْمُحْتَسِبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ذَلِكَ الشَّخْصَ فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ جَمِيعَ مَا قُلْتَ ، وَلَيْسَ لَنَا إِذْنٌ فِي الْجَوَابِ ، وَلَكِنِ احْضَرْ مَنْزِلِي ، وَقُلْ لِأَوْلَادِي يَحْفِرُوا مَكَانَ الْكَانُونِ ، وَيُخْرِجُوا قِرَابَةً فِيهَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَاحْمِلْهَا ، إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَقَدَّمَ إِلَى مَنْزِلِ الْمَيِّتِ ، وَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ ، فَقَالُوا لَهُ : اجْلِسْ ، وَحَفَرُوا الْمَوْضِعَ ، وَأَخْرَجُوا الدَّنَانِيرَ ، وَجَاءُوا بِهَا فَوَضَعُوهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ هَذَا مَالُكُمْ ، وَلَيْسَ لِرُؤْيَايَ حُكْمٌ ، فَقَالُوا : هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=19913يَتَسَخَّى مَيِّتًا ، وَلَا نَتَسَخَّى نَحْنُ أَحْيَاءً ، فَلَمَّا أَلَحُّوا عَلَيْهِ حَمَلَ الدَّنَانِيرَ إِلَى الرَّجُلِ صَاحِبِ الْمَوْلُودِ ، وَذَكَرَ لَهُ الْقِصَّةَ ، قَالَ : فَأَخَذَ مِنْهَا دِينَارًا فَكَسَرَهُ نِصْفَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ النِّصْفَ الَّذِي أَقْرَضَهُ ، وَحَمَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ ، وَقَالَ : يَكْفِينِي هَذَا ، وَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبُو سَعِيدٍ : فَلَا أَدْرِي ، أَيُّ هَؤُلَاءِ أَسْخَى .