لَيْسَ يُعْطِيكَ لِلرَّجَاءِ وَلِلْخَوْ فِ وَلَكِنْ يَلَذُّ طَعْمَ الْعَطَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=19912 (وَالْجُودُ هُوَ بَذْلُ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ غَرَضٍ) دُنْيَوِيٍّ أَوْ أُخْرَوِيٍّ، (هَذَا هُوَ الْحَقِيقَةُ) اللُّغَوِيَّةُ، (وَلَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ إِلَّا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى) ، فَهُوَ الْجَوَادُ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَأَفْرَادُ الْجُودِ الْعَفْوُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ، وَالْوَفَاءُ عِنْدَ الْوَعْدِ، وَالزِّيَادَةُ عَلَى الْعَطَاءِ مُنْتَهَى الرَّجَاءِ، وَعَدَمُ الْمُبَالَاةِ بِكَمْ أَعْطَى، وَلَا لِمَنْ أَعْطَى، وَعَدَمُ الِاسْتِقْصَاءِ فِي الْعِتَابِ عِنْدَ الْجَفَاءِ، وَإِغْنَاؤُهُ عَنِ الْوَسَائِلِ وَالشُّفَعَاءِ، وَعَدَمُ إِضَاعَةِ مَنْ بِهِ الْتَجَأَ، فَهَذِهِ الْأَفْرَادُ مَتَى اجْتَمَعَتْ فِيهِ، فَذَلِكَ الْجَوَادُ الْمُطْلَقُ .فَتَى يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ وَيَعْلَمُ أَنَّ الدَّائِرَاتِ تَدُورُ
وَتَاجِرُ الْبَرِّ لَا يَزَالُ لَهُ رِبْحَانٌ فِي كُلِّ مَتْجَرٍ تَجُرُّهْ
أَجْرٌ وَحَمْدٌ وَإِنَّمَا طُلِبَ الْأَجْ رُ وَلَكِنْ كِلَاهُمَا اعْتَوَرَهْ
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهْ
وَقَالَ الْمُتَنَبِّي:تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوْ أَنَّهُ أَرَادَ انْقِبَاضًا لَمْ تُطِعْهُ أَنَامِلُهْ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُهْ
ليس يعطيك للرجاء وللخو ف ولكن يلذ طعم العطاء
nindex.php?page=treesubj&link=19912 (والجود هو بذل الشيء من غير غرض) دنيوي أو أخروي، (هذا هو الحقيقة) اللغوية، (ولا يتصور ذلك إلا من الله تعالى) ، فهو الجواد على الحقيقة، وأفراد الجود العفو عند القدرة، والوفاء عند الوعد، والزيادة على العطاء منتهى الرجاء، وعدم المبالاة بكم أعطى، ولا لمن أعطى، وعدم الاستقصاء في العتاب عند الجفاء، وإغناؤه عن الوسائل والشفعاء، وعدم إضاعة من به التجأ، فهذه الأفراد متى اجتمعت فيه، فذلك الجواد المطلق .فتى يشتري حسن الثناء بماله ويعلم أن الدائرات تدور
وتاجر البر لا يزال له ربحان في كل متجر تجره
أجر وحمد وإنما طلب الأج ر ولكن كلاهما اعتوره
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وقال المتنبي:تعود بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضا لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله