الآثار : قال رضي الله عنه إن العبد : عمر وقال : انتعش رفعك الله ، وإذا تكبر وعدا طوره ، رهصه الله في الأرض وقال : اخسأ ، خسأك الله فهو في نفسه كبير ، وفي أعين الناس حقير ، حتى إنه لأحقر عندهم من الخنزير . إذا تواضع لله رفع الله حكمته ،
وقال انتهيت مرة إلى شجرة تحتها رجل نائم قد استظل بنطع له وقد جاوزت الشمس النطع ، فسويته عليه ، ثم إن الرجل استيقظ فإذا هو جرير بن عبد الله فذكرت له ما صنعت فقال لي : « يا سلمان الفارسي جرير تواضع لله في الدنيا ؛ فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ، يا جرير أتدري ما ظلمة النار يوم القيامة ? قلت : لا ، قال إنه : ظلم الناس بعضهم في الدنيا » . .
وقالت رضي الله عنها : « إنكم لتغفلون عن عائشة
» وقال أفضل العبادات : التواضع . يجزي قليل الورع من كثير العمل ويجزي ، قليل التواضع من كثير الاجتهاد . يوسف بن أسباط
وقال وقد سئل عن الفضيل ، ولو سمعته من صبي قبلته ولو سمعته من أجهل الناس قبلته . التواضع ما : هو فقال أن تخضع للحق ، وتنقاد له
وقال رأس التواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدنيا حتى تعلمه أنه ليس لك بدنياك عليه فضل وأن ترفع نفسك عمن هو فوقك في الدنيا حتى تعلمه أنه ليس له بدنياه عليك فضل . ابن المبارك
وقال قتادة من أعطي مالا أو جمالا أو ثيابا أو علما ثم لم يتواضع فيه كان عليه وبالا يوم القيامة .
وقيل : أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالاستكانة أتممها عليك .
وقال كعب ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ورفع بها درجة في الآخرة وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها ، ولم يتواضع بها لله ، إلا منعه الله نفعها في الدنيا ، وفتح له طبقا من النار يعذبه إن شاء الله أو يتجاوز عنه .
وقيل لعبد الملك بن مروان أي الرجال أفضل ? قال : من تواضع عن قدرة وزهد عن رغبة وترك النصرة عن قوة .
ودخل ابن السماك على هارون ، فقال : يا أمير المؤمنين إن تواضعك في شرفك أشرف لك من شرفك ، فقال ما أحسن ما قلت ! فقال : يا أمير المؤمنين ، إن امرأ آتاه الله جمالا في خلقته وموضعا في حسبه وبسط له في ذات يده فعف في جماله وواسى من ماله وتواضع في حسبه كتب في ديوان الله من خالص أولياء الله فدعا هارون بدواة وقرطاس وكتبه بيده .
وكان سليمان بن داود عليهما السلام إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء والأشراف حتى يجيء إلى المساكين ، فيقعد معهم ، ويقول : مسكين مع مساكين .
وقال بعضهم : كما تكره أن يراك الأغنياء في الثياب الدون فكذلك فاكره أن يراك الفقراء في الثياب المرتفعة .
روي أنه خرج يونس وأيوب والحسن يتذاكرون التواضع فقال لهم الحسن : أتدرون ما التواضع ? التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .
وقال إن الله تعالى لما أغرق قوم مجاهد نوح عليه السلام شمخت الجبال وتطاولت وتواضع الجودي فرفعه الله فوق الجبال وجعل قرار السفينة عليه .