فإذا : تكبره على الخلق عظيم لأنه سيدعوه إلى التكبر على أمر الله ، وإنما ضرب إبليس مثلا لهذا ، وما حكاه من أحواله إلا ليعتبر به ، فإنه قال : أنا خير منه وهذا الكبر بالنسب ؛ لأنه قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فحمله ذلك على أن يمتنع من السجود الذي أمره الله تعالى به وكان ، مبدؤه الكبر على آدم والحسد له فجره ذلك إلى التكبر على أمر الله تعالى فكان ، ذلك سبب هلاكه أبد الآباد ، فهذه آفة من آفات الكبر على العباد عظيمة ؛ ولذلك شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبر بهاتين الآفتين ؛ إذ سأله ثابت بن قيس بن شماس فقال : الكبر من بطر الحق وغمص الناس . « يا رسول الله ، إني امرؤ قد حبب إلي من الجمال ما ترى ، أفمن الكبر هو ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا ، ولكن
وفي حديث آخر : وقوله وغمص : الناس أي : ازدراهم واستحقرهم وهم عباد الله أمثاله ، أو خير منه ، وهذه الآفة الأولى ، وسفه الحق هو رده ، وهي الآفة الثانية . من سفه الحق
فكل من رأى أنه خير من أخيه ، واحتقر أخاه وازدراه ، ونظر إليه بعين الاستصغار ، أو رد الحق وهو يعرفه ، فقد تكبر فيما بينه وبين الخلق . ومن أنف من أن يخضع لله تعالى ، ويتواضع لله بطاعته واتباع رسله ، فقد تكبر فيما بينه وبين الله تعالى ورسله .