وأما حتى يمنع من قبول النصيحة وتعلم العلم ، فكم من جاهل يشتاق إلى العلم وقد بقي في رذيلة الجهل ؛ لاستنكافه أن يستفيد من واحد من أهل بلده أو أقاربه حسدا وبغيا عليه ! فهو يعرض عنه ويتكبر عليه مع معرفته بأنه يستحق التواضع بفضل علمه ، ولكن الحسد يبعثه على أن يعامله بأخلاق المتكبرين ، وإن كان في باطنه ليس يرى نفسه فوقه . الحسد فإنه أيضا يوجب البغض للمحسود وإن لم يكن من جهته إيذاء وسبب يقتضي الغضب والحقد ، ويدعو الحسد أيضا إلى جحد الحق
وأما ولا محاسدة ولا حقد ، ولكن يمتنع من قبول الحق منه ، ولا يتواضع له في الاستفادة ؛ خيفة من أن يقول الناس : إنه أفضل منه فيكون باعثه على التكبر عليه الرياء المجرد ، ولو خلا معه بنفسه لكان لا يتكبر عليه . الرياء : فهو أيضا يدعو إلى أخلاق المتكبرين ، حتى إن الرجل ليناظر من يعلم أنه أفضل منه وليس بينه وبينه معرفة