السابع : كما قال تعالى إخبارا عن صاحب الجنتين إذ قال العجب بالمال أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا غنيا جلس بجنبه فقير فانقبض عنه ، وجمع ثيابه ، فقال عليه السلام أخشيت أن يعدوا إليك فقره» وذلك أن يتفكر في آفات المال وكثرة حقوقه، وعظم غوائله، وينظر إلى للعجب بالغنى، وعلاجه وسبقهم إلى الجنة في القيامة، وإلى أن المال غاد ورائح ولا أصل له، وإلى أن في اليهود من يزيد عليه في المال وإلى قوله عليه الصلاة والسلام فضيلة الفقراء، أشار به إلى عقوبة إعجابه بماله ونفسه . «بينما رجل يتبختر في حلة أعجبته نفسه إذ أمر الله الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»
وقال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد فقال لي : « يا أبو ذر ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا رجل عليه ثياب جياد ثم قال ارفع رأسك » فرفعت رأسي ، فإذا رجل عليه ثياب خلقة فقال لي : « يا أبا ذر هذا عند الله خير من قراب الأرض مثل هذا » . أبا ذر
وجميع ما ذكرناه في كتاب الزهد وكتاب ذم الدنيا وكتاب ذم المال يبين حقارة الأغنياء وشرف الفقراء عند الله فكيف يتصور من المؤمن أن يعجب بثروته بل لا يخلو المؤمن عن خوف من تقصيره في القيام بحقوق المال، في أخذه من حله، ووضعه في حقه ومن لا يفعل ذلك فمصيره إلى الخزي والبوار، فكيف يعجب بماله .