الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفرقة أخرى جاوزوا هذه الرتبة وابتدءوا سلوك الطريق وانفتح ، لهم أبواب المعرفة ، فكلما تشمموا من مبادئ المعرفة رائحة تعجبوا منها وفرحوا بها وأعجبتهم غرابتها فتقيدت قلوبهم بالالتفات إليها والتفكر فيها ، وفي كيفية انفتاح بابها عليهم ، وانسداده على غيرهم ، وكل ذلك غرور لأن عجائب طريق الله ليس لها نهاية فلو وقف مع كل أعجوبة ، وتقيد بها قصرت خطاه وحرم الوصول إلى المقصد وكان مثاله مثال من قصد ملكا فرأى على باب ميدانه روضة فيها أزهار وأنوار لم يكن قد رأى قبل ذلك مثلها فوقف ينظر إليها ويتعجب حتى فاته الوقت الذي يمكن فيه لقاء الملك .

التالي السابق


(وفرقة أخرى جاوزوا هذه الرتبة وابتدءوا بسلوك الطريق، فانفتح لهم أبواب المعرفة، فكلما تشمموا من مبادئ المعرفة رائحة تعجبوا منها) لحسنها (وفرحوا بها) ، واطمأنوا إليها (وأعجبهم غرائبها) ومحاسنها (فتقيدت قلوبهم بالالتفات إليها والتفكر فيها، وفي كيفية انفتاح بابها عليهم، وانسداده على غيرهم، وكل ذلك غرور) مع الإعجاب حيث انفتح له وانسد على غيره، وأما الغرور فمن حيث تقيد القلب والالتفات، وهو أعظم حجاب للسالك في سلوكه; (لأن عجائب طريق الله ليس لها نهاية فلو وقف مع كل أعجوبة، وتقيد بها قصرت خطاه) في سلوكه (وحرم عن الوصول إلى المقصد) ، وحيل بينه وبينه، (وكان مثاله مثال من قصد ملكا) من الملوك (فرأى على باب ميدانه روضة فيها أزهار وأنوار) ومتنزهات (لم يكن رأى قبل ذلك مثلها فوقف ينظر إليها) متعجبا منها، (حتى فاته الوقت الذي يمكن فيه لقاء الملك) فحرم من مقصوده .




الخدمات العلمية