قسمة ثانية اعلم أن الذنوب تقسم إلى ما بين العبد وبين الله تعالى وإلى ما يتعلق بحقوق العباد ، كترك الصلاة والصوم والواجبات الخاصة به فما يتعلق بالعبد خاصة ; كتركه الزكاة وقتله النفس ، وغصبه الأموال ، وشتمه الأعراض ، وكل متناول من حق الغير ، فإما نفس ، أو طرف ، أو مال ، أو عرض ، أو دين ، أو جاه ، وتناول الدين بالإغواء ، والدعاء إلى البدعة ، والترغيب في المعاصي ، وتهييج أسباب الجراءة على الله تعالى كما يفعله بعض الوعاظ بتغليب جانب الرجاء على جانب الخوف ، وما يتعلق بالعباد فالأمر فيه أغلظ وما بين العبد وبين الله تعالى إذا لم يكن شركا فالعفو فيه أرجى وأقرب ، وقد جاء في الخبر : الدواوين ثلاثة ديوان يغفر ، وديوان لا يغفر ، وديوان لا يترك ; فالديوان الذي يغفر ذنوب العباد بينهم وبين الله تعالى وأما الديوان الذي لا يغفر فالشرك بالله تعالى وأما الديوان الذي لا يترك فمظالم العباد أي لا بد وأن يطالب بها حتى يعفى عنها . وما يتعلق بحقوق العباد