وقال بعض السلف : إذا أذنب العبد أمر صاحب اليمين صاحب الشمال ، وهو أمير عليه أن يرفع القلم عنه ست ساعات ، فإن تاب واستغفر لم يكتبها عليه ، وإن لم يستغفر كتبها وقال بعض السلف : ما من عبد يعصي إلا استأذن مكانه من الأرض أن تخسف له ، واستأذن سقفه من السماء أن يسقط عليه كسفا فيقول الله تعالى للأرض والسماء كفا : عن عبدي وأمهلاه فإنكما لم تخلقاه ، ولو خلقتماه لرحمتماه ، ولعله يتوب إلي فأغفر له ، ولعله يستبدل صالحا فأبدله له حسنات فذلك معنى قوله تعالى : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الطابع معلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمات واستحلت المحارم أرسل الله الطابع فيطبع على القلوب بما فيها وفي حديث مجاهد : القلب مثل الكف المفتوحة كلما أذنب العبد ذنبا انقبضت إصبع حتى تنقبض الأصابع كلها فيسد على القلب فذلك هو الطبع وقال الحسن إن بين العبد وبين الله حدا من المعاصي معلوما ، إذا بلغه العبد طبع الله على قلبه ، فلم يوفقه بعدها لخير .
والأخبار والآثار في لا تحصى ، فينبغي أن يستكثر الواعظ منها إن كان وارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ما خلف دينارا ولا درهما إنما خلف العلم والحكمة وورثه كل عالم بقدر ما أصابه . ذم المعاصي ومدح التائبين