فيقال: منهم من يقول: هو نفسه فوق العرش غير مماس، ولا بينه وبين العرش فرجة، وهذا قول الناس لهم في هذا المقام أقوال: مسألة العلو ابن كلاب، والحارث المحاسبي، وأبي العباس القلانسي، والأشعري، وغير واحد من هؤلاء، وقد وافقهم على ذلك طوائف كثيرون من أصناف العلماء، ومن أتباع الأئمة الأربعة، وأهل الحديث والصوفية، وغيرهم. وابن الباقلاني،
وهؤلاء يقولون: إنه بذاته فوق العرش، وليس بجسم، ولا هو محدود ولا متناه.
ومنهم من يقول: هو نفسه فوق العرش، وإن كان موصوفا بقدر له لا يعلمه غيره. ثم من هؤلاء من لا يجوز عليه مماسة العرش، ومنهم من يجوز ذلك. وهذا قول أهل الحديث والسنة، وكثير من أهل الفقه، والصوفية والكلام غير الكرامية، فأما أئمة أهل السنة والحديث [ ص: 289 ] وأتباعهم، فلا يطلقون لفظ "الجسم" نفيا ولا إثباتا، وأما كثير من أهل الكلام فيطلقون لفظ "الجسم"، كهشام بن الحكم، وهشام الجواليقي وأتباعهما.